في أجواء روحانية سادها الأمن والأمان والراحة والاستقرار ووسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة حجاج بيت الله وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أدت جموع حجاج بيت الله الحرام يوم أمس صلاة الجمعة في المسجد الحرام. وقد شهد الحرم المكي الشريف توافد حجاج بيت الله الحرام منذ الصباح الباكر، حيث امتلأت أروقته وأدواره وبدرومه وساحاته بالمصلين وامتدت صفوفه إلى الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام. وأوصى إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها امس بالمسجد الحرام أن هذه الأيام أيام حج عظم الله أمرها وشرف قدرها وأقسم بها في كتابه العزيز. وحث فضيلته الحجاج على الإخلاص في العمل وأن يتبعوا السنة النبوية المطهرة وأن يتجنبوا ما ينقص الحج والرفث والجدل والفسق إلى جانب السكينة والرفق والشفقة والرحمة بإخوانهم الحجاج سيما في مواطن الازدحام وأثناء الطواف وعند رمي الجمار وعند أبواب المسجد الحرام وأن يستشعروا عظم العبادة وحجم الموقف مؤكدا أنه في مناسك الحج تربية على إفراد الله بالعبادة والسؤال والطلب مع التوكل عليه. وحذر فضيلته أن يحول الحج إلى ما يتنافى مع مقاصده فلا دعوة إلا إلى الله وحده ولا شعار إلا شعار التوحيد والسنة مشيرا إلى أن الحج عبادة فريدة تجمع ملايين البشر، وهذا التجمع فيه روح الإيمان العظيم وفيه اجتماع الأمة وائتلافها وفيه تظهر أخلاقها وقيمها قيم التسامح والإخاء والعدل والأخوة والمحبة والقناعة والبساطة كما أنه من الحج نستلهم المراجعات السلوكية في كثير من القيم والأخلاق وأن الحج جهاد ولابد في الجهاد من مشقة وترك الترف. وأفاد فضيلته أن المملكة تجند كافة طاقاتها وإمكاناتها الآلية والبشرية ومؤسساتها الحكومية والأهلية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتيسير حجهم مطالبا الحجاج بالالتزام والإتباع لكافة التعليمات المنظمة للحج والتعاون مع أجهزة الدولة.