كشف مدير المرصد الحضري بمكةالمكرمة المهندس أحمد الخلاقي أن المرصد الحضري يستعد لإجراء أول مسح اجتماعي واقتصادي لأسر مكةالمكرمة خلال العام الجاري على مستوى الأحياء بتطبيق نظام المعلومات الجغرافية GIS وتنفيذ مسح اجتماعي واقتصادي للمعتمرين وإجراء مسح اجتماعي واقتصادي خلال موسم حج هذا العام. مبينا أن المرصد أجرى دراسة حول الإسكان الموسمي في العاصمة المقدسة، حيث بينت الدراسة أن الإسكان الموسمي وراء أزمة الإسكان وارتفاع قيمة الإيجارات بمكةالمكرمة، مشيرا إلى أن عددا من أصحاب العمائر في الأحياء التي اتجه الحجاج إلى السكن فيها مثل العدل والروضة والششة والعزيزية والهجرة وكدي والخالدية والكعكية والنزهة والسلامة عمدوا إلى إخلاء العمائر من السكان واكتفوا بتأجيرها خلال موسم الحج مما أدى إلى نقص كبير في العمائر المعدة للتأجير، مبينا أن ذلك انعكس على ارتفاع الإيجارات حتى وصل إيجار شقة مكونة من أربع غرف ودورتي مياه إلى أكثر من 20 ألف ريال، في حين كان لا يتجاوز 15 ألف ريال. وقال الخلاقي إن المواطنين يتطلعون لأن تركز الدراسة على حلول عملية لأزمة الإسكان الحالية، وارتفاع الإيجارات الذي أثر كثيرا على محدودي الدخل، ويتطلع العقاريون وأصحاب العمائر لأن تركز الدراسة على السلبيات التي تحدث من بعثات الحج التي تتولى استئجار العمائر، وأصبحت تتحكم بشكل كبير في الإسكان الموسمي، وتحصل على عمولات تزيد على نصف مليار ريال سنويا، وتؤدي إلى حدوث تكدس في العمائر، وحالات رفض السكن من بعض الحجاج في العمائر المستأجرة لبعدها عن الحرم أو لوقوعها في مناطق جبلية، مضيفا بالقول وما هي إلا أيام قلائل وتبدأ معاناة قاطني الشقق المستأجرة في مكةالمكرمة مع مقولة «خروج حج»، حيث أجبر قدوم موسم الحج واقتراب توافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام إلى مكةالمكرمة إلى إخلاء عدد كبير من المباني السكنية من الساكنين ليتم تأجيرها على بعثات الحج وضيوف الرحمن، حيث اضطر أصحاب العقارات والمساكن خلال هذه الأيام إلى إخراج مستأجري الشقق منها مؤقتا ليتم تأجيرها لحجاج بيت الله الحرام، فيما يمتطي المستأجرون عربة المعاناة في البحث عن البديل خلال هذا الموسم، حيث يضطر هؤلاء إلى المكوث عند ذويهم في مناطق ومواقع أخرى أو اللجوء إلى استئجار إحدى الاستراحات في ضواحي مكةالمكرمة متكبدين مبالغ مالية أخرى فوق طاقاتهم. يقول أحمد الزهراني «أحد المستأجرين الذين يضطرون إلى إخلاء منازلهم فترة الحج»: «يواجه العديد من سكان مكةالمكرمة مشكلة الإيجار السكني المشروط بالخروج في موسم الحج مما جعلها معضلة قد يصعب حلها في ظل التزايد من توجه عدد من الأحياء إلى أن تكون مناطق لإسكان الحجاج»، مضيفا بالقول «إنني أسكن في شقة سكنية في منطقة العزيزية ب 18 ألف ريال في السنة، لكنني فوجئت قبل أيام معدودة بطلب صاحب المسكن إخلاء الشقة بحجة أنه تعاقد مع إحدى حملات الحج لإيجار المسكن بالكامل، الأمر الذي جعلني أعيش في حيرة من أمري، فأين أذهب أنا وأطفالي خلال تلك الفترة، وبعد عملية بحث مضنية استأجرت إحدى الاستراحات في ضاحية الشرائع خارج مكةالمكرمة فقط لموسم الحج بسعر تسعة آلاف ريال، الأمر الذي كلفني كثيرا من حيث تحميل الأثاث والبحث عن موقع لوضعه فيه، إضافة إلى أن المدارس ستصبح بعيدة عن أبنائنا».