«عفوا خروج حج» لافتة موسمية وعبارة راسخة لا تغفل عنها أذهان سكان العاصمة المقدسة ولا تكاد بناية استثمارية إلا وتتوشحها مع قرب حلول موسم المنافع، والركن الخامس من أركان الإسلام. العبارة الشهيرة رسالة إلى كل المستأجرين، توحي بأن موسم الحج لا مكان لهم في مساكنهم، وأن هذه الفترة مستثناة من عقد الإيجار. فالربح خلال الأيام القليلة مغر ودافع للطرد بطريقة مهذبة، وسبب في شتات الأسر في هذا التوقيت من كل عام لتكون الوجهة الاستراحات والخيام. أوضح رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، منصور أبو رياش أن ما يحدث من مشكلة تتحملها وزارة الإسكان، والعقد شريطة المتعاقدين فالمواطن يتعاقد مع المالك لمدة 10 أشهر ويخليها بقية العام. وأبان منصور أبو رياش: يتوجب صدور تشريع من لجنة إسكان الحجاج بمنع العمارة التي تحصل على تصريح إسكان حجاج بالتأجير لغير الحج لكي يتم إيقاف مشكلة الضرر الذي يدعيه المواطنون جراء الخروج. لافتا إلى أن هناك فجوة بين المعروض والمزال، حيث كان من المفروض أن تكون هناك برمجة ونظرة مستقبلية للمصلحة الخاصة لسكان مكةالمكرمة وهي مسؤولية وزارة الإسكان، حيث لا بد من خلالها أن يتم تأمين سكن لذوي الدخل المحدود بعد إزالة مساكنهم. وأضاف: العشرون من ذي القعدة موعد مغادرة الأسر منازلها، حتى 15 من ذي الحجة، نظرا للجوء كثير من العمائر السكنية إلى تأجير آخر للاستفادة من الموسم، وسط معاناة المواطنين نحو تأمين مساكن بديلة، ولو كانت بمساحة غرفة واحدة فقط. وأوضح فهد مضحي: أسكن في عمارة تحمل تصريح إسكان حجاج مجبرا لأن المعروض من عمائر الإيجار الدائم قليلة جدا ويستغلها ملاكها برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي يجبرنا على استئجار عمائر خروج الحج ملفتا إلى أن غالبية عمائر إسكان الحجاج مغلقة طوال العام، إلا القليل منها الأمر الذي تسبب في زيادة الإيجارات خاصة في ظل عمليات الإزالة القائمة. مبينا: إن أسرتي تشتت في هذا الشهر، حيث أذهب لأسكن في منزل والدي، وزوجتي تسكن عند أهلها. وقال طارق الحربي: في نهاية كل عام أحمل أسرتي وأستأجر استراحة على أطراف مكة لقضاء هذه الأيام لحين عودتنا إلى منزلنا حيث يسمح لنا مالك العمارة بوضع متاعنا في إحدى الغرف في حين بقية الأثاث يتم تخزينه على سطح منزل أحد الأصدقاء لحين عودتي. مشيرا إلى أن غالبية المنازل داخل حد الحرم تحمل تصريح إسكان حجاج وتؤجر على المواطنين بقية العام. وكان المرصد الحضري أجرى دراسة حول الإسكان الموسمي في الحج بينت أن الإسكان الموسمي وراء أزمة الإسكان، وارتفاع قيمة الإيجارات في مكةالمكرمة، وعمد عدد من ملاك العمائر في الأحياء التي يفضلها الحجاج للسكنى وهي أحياء العدل، الروضة، الششة، العزيزية، الهجرة، كدي، الخالدية، الكعكية، والنزهة إلى إخلاء العمائر من السكان طوال العام، واكتفوا بتأجيرها خلال موسم الحج مما أدى إلى نقص كبير في العمائر المعدة للتأجير طيلة العام، مما انعكس على ارتفاع الإيجارات على المواطنين والمقيمين حتى تجاوزت قيمة إيجار شقة مكونة من أربع غرف ودورتي مياه 25 ألف ريال، في حين لا تتجاوز قيمتها الفعلية 15 ألف ريال.