يطلق المرصد الحضري في مكةالمكرمة أول مسح اجتماعي اقتصادي لأسر مكةالمكرمة على مستوى جميع الأحياء بتطبيق نظام المعلومات الجغرافية، وتنفيذ مسح اجتماعي اقتصادي للمعتمرين بهدف التعرف على كافة المعوقات السكنية في مكةالمكرمة، إذ كشفت دراسة أولية عن اعتماد ملاك العمائر والمستثمرون على وضع لافتات «خروج حج» أمام الراغبين في الاستفادة من المباني طيلة العام، وبالأخص في حي العزيزية. وبين ل«عكاظ» مصدر في المرصد الحضري أن المرصد أجرى دراسة حول الإسكان الموسمي في الحج بينت أن الإسكان الموسمي وراء أزمة الإسكان، وارتفاع قيمة الإيجارات في مكةالمكرمة، وعمد عدد من ملاك العمائر في الأحياء التي يفضلها الحجاج للسكنى وهي أحياء العدل، الروضة، الششة، العزيزية، الهجرة، كدي، الخالدية، الكعكية، والنزهه إلى إخلاء العمائر من السكان طوال العام، واكتفوا بتأجيرها خلال موسم الحج مما أدى إلى نقص كبير في العمائر المعدة للتأجير طيلة العام مما انعكس على ارتفاع الإيجارات على المواطنين والمقيمين حتى تجاوزت قيمة إيجار شقة مكونة من أربع غرف ودورتي مياه 25 ألف ريال، في حين لا تتجاوز قيمتها الفعلية 15 ألف ريال. وأوضحت الدراسة أن بعثات الحج سيطرت على عمائر مكةالمكرمة في الأحياء بشكل أثر سلبا على الإسكان بصفة عامة، حيث تتجاوز قيمة العمولات التي تذهب في جيوب «سماسرة» الإسكان في تلك البعثات ما يزيد على 500 ألف ريال سنويا، فضلا عن قيمة تلك الإيجارات الحقيقية بالرغم من تكدس الحجاج في العمائر المستأجرة لرفض الحجاج السكن في عمائر تقع في جبال مكةالمكرمة لبعدها عن الحرم المكي الشريف. وشخصت الدراسة معاناة المواطنين مع الإسكان الموسمي المشروط بالإخلاء فترة الحج، حيث يتكبد المواطنون تبعات مالية مضاعفة من خلال خروجهم في الحج واستئجارهم استراحات على أطراف مكةالمكرمة بمبالغ مبالغ فيها لتأمين سكن لأسرهم، حيث يمتطي المستأجرون عربة المعاناة طيلة أيام الحج. وأكد المرصد أن ثمة أزمة سكن حقيقية في مكةالمكرمة طيلة العام يدفع ضريبتها المواطنون والمقيمون فيها. ووفقا للجنة إسكان الحجاج في أمانة العاصمة المقدسة فإن المباني التي منحت تصاريح نظامية لإسكان الحجاج في مكةالمكرمة في موسم الحج تجاوزت 6700 مبنى، بعد أن خضعت لاشتراطات السلامة. وتربع حي العزيزية على هرم المناطق التي يفضلها الحجاج للسكن في الحج مما يؤثر بشكل مباشر على المواطنين فيها، كونها منطقة حج يرفع فيها ملاك العمائر والمستثمرون لافتات «خروج حج» أمام الراغبين في الاستفادة من تلك المباني طيلة العام.