كلمة مونوبولي تعني بالعربية الاحتكار وهو المبدأ الاقتصادي الذي يسيطر فيه فئة ما على سلعة معينة «كالعقار» حيث يتحول التنافس بين التجار لمحاولة جمع ثروة كبيرة تبعا لقواعد غير منطقية خاضعة لمبدأ الحظ والصدفة «كمثال للعشوائية والفوضى التي تسود الحياة» أما في الواقع فيتم عن طريق احتكار أكبر مساحة للعقارات والتلاعب بأسعارها دون ضوابط اقتصادية بقصد تضخيم الأسعار؛ لزيادة الأرباح دون مراعاة لقدرة الأفراد الشرائية، والتي تبقيها خارج اللعبة. يحاكي فيلم «مونوبولي» أزمة الحصول على سكن وارتفاع أسعار الأراضي والعقارات في السعودية بشكل غير منطقي، ولاقى نجاحا بصورة ملفتة، حيث نال نسبة مشاهدة عالية في زمن قصير. فمعلومات الإحصاء لا تترك فينا تأثيرا وفهما عميقا لأي مسألة كانت، مثل التأثير العميق الذي يتركه فينا فيلم قصير، أو قصة أو صورة ما، كون هذه الوسائل الأخيرة قادرة على جذب العقول والاختباء داخلها لزمن طويل؛ لنكون قادرين على استرجاعها والحديث عنها بشكل واضح، فتراكم الصور والأحداث يبقى في الذاكرة أكثر من المعلومة المجردة. إن «مونوبولي» الفيلم وليس اللعبة الذي قام بإعداده مجموعة من الشباب صور من خلال معاناة أبطاله حقيقة لامست كل شاب سعودي يفكر في المستقبل، وأيقظت همّا يؤرق كل أب يخاف على مستقبل أبنائه الشباب. حيث صورت مشاهد الفيلم كيف يكون المستقبل لتلك المشكلة التي تقف أمام الشباب السعودي للحصول على سكن، وأبرزت تشابك وتعقيدات مشكلة أساسية تفرعت منها مشكلات أخرى ليست ثانوية، وإنما هي من الأولويات لدى أي شاب يسعى لتحقيق أحلامه، والمؤسف أن تتحول الحقوق لأحلام، فالحصول على وظيفة والزواج والحصول على مسكن هو هاجس يحلم بتحقيقه كل إنسان يطمح للحياة بكرامة. وكما جاء في وصف الفيلم أنه كوميديا سوداء، ودراما بقالب وثائقي، يناقش أزمة السكن، من تصوير وإخراج بدر الحمود، وسيناريو عبدالمجيد الكناني وتمثيل، محمد القحطاني، وفيصل الغامدي ومجموعة شباب عزبة التائبين. وكما يقول شوبنهور في معرض حديثه عن مهمة الفن إن الفن يلطف ويخفف من أمراض الحياة؛ لذا هو يعد أعظم من العلم؛ لأن الفن يصل إلى الهدف دفعة واحدة بالتمثيل والبصيرة، والعلم يشق طريقه بالموهبة بينما يحتاج الفن إلى العبقرية.