نشرت القوات السورية دبابات ووحدات عسكرية بطول البلاد وعرضها، أمس، لمواجهة تظاهرات جديدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد تحت شعار «ماضون حتى إسقاط النظام»، انطلقت عقب صلاة الجمعة كما هي العادة كل أسبوع منذ اندلاع الاحتجاجات التي دخلت شهرها السابع. وقال الناشط السوري عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن المسيرات والمظاهرات لن تتوقف أيا كانت الوسائل الوحشية التي يستخدمها النظام ضد المتظاهرين. في الوقت نفسه واصلت قوات الأمن السورية شن حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق بحثا عن المنشقين، شملت أيضا محيط الحدود اللبنانية السورية. وقال نشطاء إن القوات السورية قتلت بالرصاص عشرات المدنيين في قمع للمحتجين وفي هجوم عسكري على بلدات معارضة ولملاحقة منشقين عن الجيش في شمال شرق البلاد. وأضافوا أن معظم القتلى سقطوا في الريف حول حماة وفي جبل الزاوية وهي منطقة تقع بالقرب من تركيا وتتعرض المنطقتان إلى عملية عسكرية كبيرة منذ الأسبوع الماضي. وأوضحوا أن محتجين قتلوا أيضا على مشارف دمشق وفي حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا إلى الشمال. وحثت وزارة الخارجية الأمريكية الرعايا الأمريكيين في سورية على مغادرتها فورا طالما أن وسائل النقل التجارية متاحة، وعزت الوزارة السبب إلى الشكوك المحيطة بالظروف الداخلية وهشاشة الأوضاع الحالية فيها. وحثت أولئك الذين يشعرون بضرورة البقاء في سورية على الحد من حركتهم قدر الإمكان وعدم التنقل غير الضروري، وطالبت الأمريكيين الذين يرغبون بالسفر عدم زيارة سورية في هذا الوقت. ويأتي هذا التحذير ليضاف إلى تحذير سابق صدر في الخامس من أغسطس الماضي. وفي أبريل، دعت السلطات الأمريكية مواطنيها للامتناع عن السفر غير الضروري إلى سورية، كما حثت عائلات موظفيها طواعية على مغادرة الدولة التي طالها مد الاحتجاجات الشعبية المنادية بالتغيير.ورحبت أمريكا بتشكيل المعارضة السورية «المجلس الوطني»، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إنه «من الصعب جدا عليهم تنظيم أنفسهم سياسيا ووضع برنامج وإعلانه في الوقت الذي يتعرض فيه أعضاؤهم وقادتهم للمطاردة والقتل». من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، خلال زيارة إلى ليبيا إن من يمارسون القمع على شعب سورية لن يبقوا. وأضاف أمام حشد من المواطنين الليبيين في ميدان عام بالعاصمة طرابلس «أنتم من أظهرتم للعالم بأسره أنه ما من إدارة يمكنها أن تقف أمام قوة الشعب وإرادته. ومن يمارسون القمع على الشعب في سورية لن يمكنهم الوقوف على أقدامهم».