لا تزال المشاريع التطويرية التي تشهدها مكةالمكرمة تستمر وتتواصل على مدار الساعة، ويعتبر مشروع قطار الحرمين أحد المشاريع الحيوية الجديدة لفك الاختناقات المرورية. وذكر عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة أسامة فرغلي ل«شمس» أنه سيتم بعد موسم الحج إزالة نحو 1300 عقار بمنطقة فلل الإسكان العام والرصيفة لصالح مشروع مسار قطار الحرمين لإنشاء المحطة الأولى للقطار، مشيرا إلى أن سعر المتر الواحد يتراوح بين عشرة آلاف ريال و20 ألف ريال، وأكد أن حجم التعويضات للعقارات المزالة لمحطة القطار الأولى تصل إلى أكثر من مليار ريال. وقال فرغلي إن مكةالمكرمة فريدة من نوعها من حيث احتياجات النقل فيها نظرا للزيادة المستمرة في أعداد الحجاج والمعتمرين ما يؤدي إلى المزيد من الازدحام المروري وما يترتب على ذلك من تأخير المركبات وتلوث الهواء وحدوث الضوضاء. وأوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن مشروع قطار الحرمين سيدخل الخدمة العام المقبل، مشيرا إلى أن تكلفة المرحلة الأولى من الشبكة الداخلية لمشروع القطار تصل إلى ثمانية مليارات ريال، لافتا إلى أن مكةالمكرمة أصبحت أول مدينة يدخل القطار فيها كوسيلة للنقل العام بعد تشغيل قطار المشاعر في موسم حج هذا العام. وقال البار إن المرحلة الأولى من إنشاء الشبكة الداخلية حيث تشمل ربط قطار المشاعر بقطار الحرمين مرورا بالمسجد الحرام، وربط الجهتين الشمالية والشرقية في المنطقة المركزية بطول 12 كيلومترا، موضحا أن تنفيذ هذا المشروع يأتي بالتوازن مع المشاريع التي يجري تنفيذها في مكةالمكرمة، كما أنه سيتطلب نزع عقارات ثم إزالتها، وتم رصد ملياري ريال لنزع الملكيات وتعويض ملاكها، حيث سيتم إنشاء أربع محطات لشبكة القطارات داخل مكة إلى جانب محطات قطار المشاعر وقطار الحرمين. من جهته، قدر رئيس لجنة شركات الخرسانة الجاهزة وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة سعود بن عبدالحميد الصاعدي خلال حديثه ل«شمس» احتياج المشروعات التطويرية والتنموية التي تشهدها مكةالمكرمة إلى أكثر من 45 ألف متر مكعب يوميا من الخرسانة الجاهزة، مبينا أن عدد مصانع الخرسانة في مكةالمكرمة يبلغ 20 مصنعا، حيث تتراوح إنتاجية المصنع الواحد بين 1000 إلى 3000 متر مكعب من الخرسانة يوميا إلا أن هذه المصانع تواجه مشكلة في نقص الأيادي العاملة من سائقين وفنيين وعاملين. وقال الصاعدي إن سوق الخرسانة في مكةالمكرمة تعتبر من أقوى الأسواق نظرا لتنفيذ جملة من المشاريع التنموية العملاقة مثل الخطوط الدائرية وتوسعة الساحات الشمالية وارتفاع وتيرة البناء والتشييد في قطاع الإسكان الفندقي، إضافة إلى مشروع الإسكان الميسر ومشروع تطوير جبل عمر ومشروع تطوير جبل خندمة ومشروع تطوير الأحياء العشوائية ومشروع واحة مكة ومشروع قطار الحرمين. موضحا أن السوق في ظل السباق اليومي دفعت بشركات الخرسانة إلى تمديد ساعات العمل بدوام إضافي، مطالبا بمنح مزيد من التسهيلات في الحصول على التأشيرات؛ إذ إن السوق في حاجة إلى سائقي ناقلات خرسانة ومضخات نظرا للعجز الكبير في السوق التي تشهد غياب السعودة، مناشدا الكليات التقنية والجهات التدريبية المعنية، لإنشاء التخصصات الفنية والمعامل المخبرية لدعم مصانع الخرسانة بالأيدي الوطنية العاملة التي يندر تواجدها في هذا المجال من الصناعات المهمة .