قال سكان ونشطاء إن قوة سورية مدرعة طوقت بلدة شمالي حمص بعد انشقاق عشرات من أفراد الجيش في المنطقة، وذلك في أحدث عملية لمواجهة السخط داخل القوات المسلحة خلال انتفاضة بدأت قبل خمسة أشهر. يأتي ذلك، فيما نفت طهران اي دور لها في سوريا ونددت بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على فيلق القدس (القوات الخاصة للحرس الثوري) بتهمة مساعدة النظام السوري على قمع تظاهرات الاحتجاج كما جاء في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة «فرانس برس» أمس الاثنين. وتحدث سكان ونشطون عن تزايد عمليات الانشقاق داخل الجيش السوري منذ سقوط نظام العقد معمر القذافي في ليبيا. وذكروا انه حدثت انشقاقات في محافظة دير الزور الشرقية ومحافظة إدلب الشمالية الغربية ومناطق ريفية من حمص ومشارف العاصمة دمشق حيث خاضت قوات الاسد معارك مع منشقين أمس الأول. وقال اثنان من السكان ان القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية عند الساعة 5.30 صباحا على مدخل الطريق الرئيسي للرستن على بعد 20 كيلو مترا شمالي مدينة حمص وبدأت في اطلاق نيران الاسلحة الالية الثقيلة على البلدة. وقال أحدهما وعرف نفسه باسم رائد ل «رويترز» في اتصال هاتفي «نشرت الدبابات على جبهتي الطريق السريع الذي ما زال مفتوحًا وأطلقت زخات من نيران المدافع الآلية على الرستن». وذكر أن عمليات الانشقاق بدأت في البلدة حين اقتحمتها الدبابات قبل ثلاثة اشهر لقمع احتجاجات شعبية ضخمة ضد الاسد في هجوم سقط فيه عشرات المدنيين القتلى. وفي بلدة البوكمال الشرقية على الحدود مع العراق والتي حاصرتها الدبابات على مدى أسابيع إثر احتجاجات واسعة النطاق قال ناشط إن قناصة الشرطة اطلقوا النار على المحتجين الذين خرجوا من مسجد رئيسي بعد صلاة التراويح. وقال ناشطون محليون ان قوات الاسد قتلت على الاقل اثنين من المحتجين في البوكمال. وقال أحدهم «تدفقت حشود خارجة من المسجد الرئيسي إلى الساحة الرئيسية ليقابلوا بطلقات رصاص أطلقتها قوات الامن والقناصة. كما أصيب أيضا ثلاثة محتجين». إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست في بيان «ننفي اي دور في الشؤون الداخلية لهذه الدولة (سوريا)». واضاف البيان أن «زعم الاتحاد الاوروبي بربط فيلق القدس التابع للحرس الثوري بدون اي دليل، بالاحداث في سوريا لا اساس له ويستهدف تحويل الانظار». وقال: «كما كررنا القول عدة مرات، أن الحكومة والشعب السوريين ناضجان سياسيًا من اجل حل مشكلاتهما، وجمهورية ايران الاسلامية تحترم سيادة الدول الاخرى». وفرض الاتحاد الاوروبي في 23 اغسطس عقوبات على خمسة ضباط سوريين كبار وعلى اجهزة الاستخبارات السورية المدنية والعسكرية وكذلك على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني. ويتهم الاتحاد الاوروبي فيلق القدس ب «تقديم مساعدة تقنية إلى اجهزة الامن السورية اضافة إلى معدات لمساعدتها على قمع حركات الاحتجاج». من جهة اخرى، حذر مسؤولون أمريكيون وخبراء أسلحة من أن حدوث انهيار مفاجئ لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يؤدي لانهيار في السيطرة على ترسانة الأسلحة في البلاد، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في نسختها الإلكترونية امس الاثنين. وأشارت الصحيفة الى أن سورية تمتلك مواد كيميائية مميتة يمكن تحويلها في أي وقت إلى أسلحة ونشرها في آلاف القذائف المدفعية والرؤوس الحربية التي يمكن نقلها بسهولة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية المقربة من دوائر الاستخبارات الأمريكية أن سورية تفضل غاز السارين، وهو غاز الأعصاب الذي أودى بحياة 13 شخصا وتسبب في إصابة نحو ألف آخرين خلال هجوم إرهابي في نظام قطار الأنفاق في طوكيو عام 1995.