استعادت سفرة إفطار صائم في ساحات الحرم المكي الشريف وجوامع وحارات مكةالمكرمة بريقها، حيث ازدانت هذه السفرة بأصناف المأكولات والمشروبات مع إطلالة شهر رمضان المبارك، حيث الأجواء الروحانية الدافئة التي يستشعرها الصائمون في مكةالمكرمة ويجتمعون على مائدة واحدة بمختلف اللهجات واللغات، ففيها صورة من صور التكافل الإسلامي. هناك تجد الكل في الحرم المكي يتسابق لفعل الخير واكتساب الأجر والمثوبة، ففي الساحات المحيطة للمسجد الحرام تزدحم موائد الرحمن من كل بيت طبق لضيوف الرحمن ومن كل مخبز ومطعم تصل جبال من الخبز والكعك والمعجنات المختلفة هدايا وصدقات يحتسبها المؤمنون عند الله. وتتسابق الجمعيات الخيرية في خدمة هذه المائدة وروادها، وليس في العالم مائدة تضاهي طول هذه البسط الممدودة على مدى البصر، وهي تعرض أنواع المأكولات الخفيفة إلى جانب التمور والألبان والمياه، والمشروبات الساخنة من الشاي والقهوة. حالات من الكرم الروحي تجتاح مشاعر الناس هناك، تكاد تشعر أنك في أسرة واحدة رغم اختلاف اللون واللغة والثقافة. وفي صحن الطواف يتحرك العابدون في عكس اتجاه عقارب الساعة حول الكعبة، لتكون قلوبهم أقرب إليها حبا ومودة، وترتفع حناجرهم في خشوع وتبتل رجاء عتق رقابهم من النار، وما أن يرتفع صوت الحق بأذان المغرب وتجد أهل الخير يلتفون حول الكعبة المشرفة ليهدوا الطائفين والمعتمرين حبات التمر وماء زمزم المبارك مغتنمين شهر رمضان الكريم في الأجر والمثوبة فتجد الألسنة مختلفة، فذاك عربي وذاك لا يجيد اللغة العربية وذاك يتحدث باللغة الأردية وآخر الفارسية، ولكن تجد القلوب متآلفة، وجميعهم يساعد بعضهم بعضا في إعداد سفرة إفطار صائم في المسجد الحرام وساحاته.