تتأهب سفرة إفطار صائم لاستعادة وجودها وبريقها في ساحات المسجد الحرام والجوامع والأماكن العامة بمكةالمكرمة، مع حلول شهر رمضان الفضيل، حيث بقي من الزمن خمسة أيام فقط وتزدان هذه السفرة بأصناف المأكولات والمشروبات، حيث الأجواء الروحانية الدافئة التي يستشعرها الصائمون ويجتمعون على مائدة واحدة بمختلف الجنسيات وعدة لغات وشتى اللهجات. مائدة الرحمن أو «إفطار الصائم» هي تلك السفرة التي تعمر بالمأكولات والمشروبات المتعددة الأصناف، وهو مشهد يتكرر طيلة الشهر الكريم، وصورة من صور التكافل والتضامن الإسلامي، وأهل مكةالمكرمة هم أبطال هذا المشهد المثير والرائع، حيث يصنعون في منازلهم ومحالهم أصنافا شتى من المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة، ويوزعونها في مواقع «إفطار الصائم» سواء في ساحات المسجد الحرام أو المساجد والجوامع أو في بعض الساحات، فتجد الأسر المكية تتسابق وتتنافس تنافسا شريفا في إعداد الطبخات للجاليات المسلمة التي توجد في مواقع «إفطار الصائم» راجين من ذلك العمل الأجر والمثوبة من الله عز وجل خلال هذا الشهر الفضيل. وهي أجواء روحانية يعيشها الصائمون من مختلف الجنسيات على مائدة إفطار الصائم، حيث تجد قبيل مدفع الإفطار بدقائق أناسا يقرؤون القرآن الكريم منتظرين لحظة الإفطار، فيما آخرون يقصون على بعضهم مواقف رمضانية وحياتهم في رمضان في بلدانهم، فهم ينسون هم الغربة بهذا التجمع الرمضاني الكبير وهذا اللقاء الأخوي الذي يتكرر مشهده طيلة أيام شهر رمضان الكريم. ويوضح عبدالرحمن محمد، باكستاني «لا تعلم مدى السعادة التي تعترينا أيام شهر الخيرات، حيث نستمتع في هذه المائدة الرمضانية التي نجتمع عليها كل يوم من أيام رمضان، وتتوزع المهام من فرد السفرة وتوزيع المأكولات والمشروبات فيما بيننا، فتجد الجميع يتعاملون تعامل الإخوة ويؤثرون على أنفسهم متبادلين الابتسامات فيما بينهم»، مضيفا «إنها مائدة تنسينا غربة الأهل والأقارب وتجمعنا على مائدة الإفطار من شتى الجنسيات واللغات». من جهة أخرى، تقوم مؤسسة مكةالمكرمة الخيرية خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام بتوزيع قرابة 150 ألف وجبة إفطار صائم في ساحات الحرم المكي الشريف والمساجد، وعلى الأسر الفقيرة والأيتام.