يعود فيلم «الرجال أكس – الدرجة الأولى» إلى أول الحكاية ليستلهم البداية ويشرحها، عاكسا سيرة السلاسل السينمائية وتتابعها الزمني، وليحكي قصة الصراع الأزلي بين قيم الخير والشر عبر ابتداع حكاية المتحولين وقواهم الخارقة. من أعز الأصدقاء إلى ألد الأعداء تعود الأحداث إلى فترة ظهور أوائل البشر المتحولين في العالم، أي قبل اكتشاف البروفسور المقعد تشارليز خافيير الملقب ب«دكتور إكس»، قدراته الخاصة في قراءة الأفكار والتحكم بالعقول، وقبل أن يتحول «إيريك لنشير» إلى «ماجنيتو» عدوه اللدود الذي يستطيع التحكم والسيطرة على الحديد، وصنع مجال مغناطيسي حوله، والطيران باستخدام مجال جاذبية الأرض. ويشرح الفيلم كيف تأسست المدرسة المخصصة للشباب ذوي المواهب الخاصة التي تضم جميع أصحاب القوى الخارقة الذين ظهروا في الأفلام السابقة. وفي استرجاع لمجريات أزمة الصواريخ الكوبية المعروفة تاريخيا باسم «أزمة خليج الخنازير» عام 1962، يحاول صناع الفيلم اللعب على هذا الحدث التاريخي السياسي الذي كاد يتسبب بحرب نووية بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة، وبين الأحداث الخيالية للقصة، وكذلك انطلاق حركة الحقوق الاجتماعية. ويسعى الجزء الجديد لأن يكون مقدمة جديدة لثلاثية أخرى، اعتمادا على علاقة الصداقة بين «الدكتور إكس» و«ماجنيتو» اللذين كانا يعملان معا مع فريق من المتحولين من أجل إنقاذ العالم من كارثة نووية وشيكة. وأثناء هذه العملية تبدأ جذور الشقاق في النمو بين الصديقين، وهو ما يؤدي إلى نشوب صراع لا يتوقف بين جماعة «ماجنيتو» وجماعة «الدكتور إكس» التي تضم الأبطال الشهيرين من السلاسل السابقة «بانشي، بيست، ميستيك، داروين». ومع أن بداية الفيلم تقول إن إيريك «ماجنيتو» هو الشرير، لكن يتضح بعد ذلك أن الشرير هو «سباستيان شو»، زعيم جماعة سرية تطلق على نفسها اسم «نادي النار» وتسعى للسيطرة على العالم. وهكذا تمضي الأحداث ضمن صراع محموم بين الأطراف التي تستخدم قواها الخارقة لحسم الأمور لصالحها. مؤثرات بصرية وإخراج وأبطال جدد الفيلم مقتبس بالأصل من سلسلة القصص المصورة الشهيرة التي تحمل العنوان نفسه، والتي ظهرت في أمريكا عام 1963، وتلقفتها هوليود في بحثها عن أفلام الخيال العلمي، فأنتج الجزء الأول عام 2000، وظهر الثاني بعد ثلاث سنوات، وجاء الثالث عام 2006، واشترك في تجسيده نجوم كثر مثل «هيو جاكمان» و«هالي بيري» لكنهم يغيبون جميعا عن هذا الجزء، كما غاب نجما العمل، الممثل «أيان ماكلين» الذي أدى شخصية «ماجنيتو» في الأجزاء السابقة، و«باتريك ستيوارت» الذي أدى دور «الدكتور أكس»، والأهم هو تغيير الشركة المنتجة للمخرج «برايان سنجر» الذي قدم الأجزاء السابقة نظرا لارتباطه بمشروع فني آخر هو فيلم «جاك العملاق القاتل»، والاستعانة بالمخرج «ماثيو فاجين» الذي كان في الأصل ممثلا مثل في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية الشهيرة والأفلام الوثائقية والسينمائية. لكن ميزة الفيلم، وعلى غرار الأجزاء السابقة من السلسلة، أن متابعة الجزء الجديد لا تستدعي من المشاهد أن يكون ملما بأحداث الأجزاء السابقة. لكن الجديد هو إغراق الفيلم بالمؤثرات الخاصة المتطورة باستخدام التقنيات الثلاثية الأبعاد – 3 D»، وزيادة حجم مشاهد الحركة والتشويق والأكشن، مع عدم إغفال توضيح تقلبات وتحولات الجوانب النفسية والدرامية لأبطال الفيلم، وبتغذية من الموسيقى التصويرية التي قدمها الموسيقار «هنري جاكمان» .