يتميز هذا العام 2012 بعودة العديد من الأسماء الهامة في عالم الإخراج السينمائي، بعد تواضع إنتاجي وإخراجي فظيع العام المنصرم 2011، في هذا العام نجد قوة في الأسماء وأهمية على المستوى التاريخي هناك عودة لكريس نولان مع كوينتين ترانتينو وريدلي سكوت والأهم ستيفن سبيلبيرغ مع توني غيلروي مع تيم بورتون وستيفن سودبيرغ وآخرين. القوة التي تدعم هذا العام أيضاً هي مواضيع الأفلام التي ستُعرض هذا العام، فهناك جرأة في الطرق غابت كثيراً في العام 2011 فنجد سيرة الرئيس الأمريكي السابق آبراهام لينكون ستكون في السينما في واحدة من أهم الشخصيات المرتقبة على المستوى السينمائي وعلى الصعيد الإنساني أيضاً. أفلام الكوميس أو القصص المصورة تعود بعد انقطاع وتوقف منذ عامين من خلال فيلمي (The Amazing Spider-Man) مع (The Dark Knight Rises) اللذين مع المحتمل أن يحققا أعلى الأرباح خلال العام الحالي 2012. نبدأ مع الفيلم الأهم على الإطلاق بالنسبة للجمهور هذا العام وهو الجزء الثالث مع باتمان والذي سيخرجه للمرة الثالثة على التوالي المخرج البريطاني كريستوفر نولان، وسيعرض في شهر يوليو أحد أكثر أشهر السنة تحقيقاً للأرباح عادة في السينما العالمية، وينتظر أن يصدر العرض الدعائي خلال الأيام القليلة القادمة. يذكر أن الفيلم سيكون ختام لسلسلة التي بدأها المخرج في العام 2005 وسبق أن أطلق المخرج تصريحاً بأن هذا الجزء هو الختام للسلسلة بشكل نهائي مما شكّل صدمة لدى محبي وجمهور السلسلة خصوصاً الذين عشقوا أسلوب المخرج. فيلم (The Amazing Spider-Man) تم تأجيل عرضه هو الآخر لشهر يوليو بعد أن كان مقرراً لشهر مايو القادم لسبب على ما يبدو بتوقعات الموزعين بتحقيقه أرباحاً عالية، بعد ردة فعل الجمهور الإيجابية أثناء إطلاق العرض الدعائي الخاص بالفيلم على الإنترنت. الفيلم على ما يبدو يسير بنمط مختلف على الأجزاء السابقة والتي كانت بشكل كلاسيكي وبكلشيهات مملة وأنماط مزعجة لا جديد فيها، بينما يبرز هذا الجزء بطاقم تمثيلي يبدو أنه سيقدم أفضل من سلفه، وبشكل فني يبدو مغايراً لما كانت عليه الأجزاء السابقة، بالإضافة إلى الحس التنفيذي الفني التجريبي الواضح أثناء العرض الدعائي للفيلم. المخرج العبقري والناجح ستيفن سبيلبرغ يعود من خلال فيلمه الملحمي التاريخي المنتظر (Lincoln) الذي يحتوي على أسرار وحكايات لشخصية سياسية مثيرة للجدل وهي آبراهام لينكون الرئيس الأمريكي الراحل والذي كان في عهده الكثير من التغييرات التي أثّرت على المجتمع الأمريكي حتى يومنا الحالي أهمها إقراره الشهير بإلغاء الرق والعبودية في أمريكا، وإعلانه الحرب على الولايات الجنوبية المنشقة في عهده لتبدأ الحرب الأهلية في أمريكا. الفيلم من بطولة الممثل المتميز دانييل داي لويس والذي سبق أن نال مرتين جائزة الأوسكار كأفضل ممثل رئيسي ، وسيتم عرضه في شهر ديسمبر في توقيت يبدو أنه يستهدف موسم الجوائز للعام 2012. أما محبو المخرج المجنون كونتين كرانتينو فهم على موعد مع فيلمه المرتقب (Django Unchained) خاصة أن الممثل الرئيسي هو مجنون آخر بقيمة ساشا بارون كوهين والذي سيمثل للمرة الأولى في فيلم سينمائي لمخرج معروف. الطاقم التمثيلي للآخرين يشير إلى أننا أمام أحد أكثر أفلام العام ترقباً، يتقدمهم صامويل ال جاكسون مع الممثل الشاب جوزيف جوردون ليفيت مع كريستوف واتس وأضف عليهم جيمي فوكس مع لينارديو ديكابروا. فيلم ترانتينو سيتم عرضه في الخامس والعشرين من ديسمبر في سباق حامٍ مع موسم الجوائز المضمون بالنسبة للمخرج كونتين ترانتينو. ويعود المخرج الفخم ريدلي سكوت للساحة مع فيلمه المرتقب جماهيرياً (Prometheus) الذي يستعرض فيه مجموعة من العلماء يكتشفون سراً خطيراً قد يهدد الحياة البشرية، وسيعرض في الثامن من شهر يونيو القادم في استهداف واضح لموسم الإجازة بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وهو من بطولة غاي بريس وشاليز ثيرون مع مايكل فاسبندر و رومي ريبيش. المتعة تعود بالطبع بعودة المخرج المتألق دائماً بول توماس اندرسون مع فيلمه القادم (The Master) والذي من المتوقع أن يتم إطلاقه في صالات السينما بالتزامن مع نهاية العام، الفيلم تدور أحداثه في العام 1950، وهو من بطولة الممثل آمي ادمز وخواكين فينيكس مع الممثل فليب سيمور هوفمان. أما المخرج بيتر جاكسون فجمهوره سينتظر بالطبع فيلمه الجديد (The Hobbit) الذي سيتم إطلاقه في عطلة رأس السنة، وهناك تنبؤات بأن يكون هذا الفيلم هو الأكثر تحقيقاً للأرباح في عطلة ديسمبر بسبب شعبية المخرج الجارفة وقرب أسلوب فيلمه الحالي من ثلاثيته الشهيرة «ملك الخواتم» والذي سبق أن حققت عوائد في شباك التذاكر قُدرت بأكثر من ملياري دولار أمريكي. أما المخرج المكسيكي ألفونسو كوارن فيعود بفيلم (Gravity) من بطولة لنجم جورج كلوني مع ساندرا بلوك، ويحكي قصة خيال علمي يحكي سيرة رجل يبحث عن ابنته بعد عودته من الفضاء في مهمة صعبة لإصلاح تلسكوب مدمر. الفيلم سيتم عرضه في صالات السينما في العشرين من شهر نوفمبر القادم ومن المحتمل أن يدخل تنافساً على جوائز موسم الخريف لهذا العام. المخرج المكسيكي يعود بعد نجاح رائع حققه فيلمه السابق، وفي عودة يبدو أنها جيدة هذه المرة يعود المخرج باز لورمان بفيلم ملحمة عاطفية تحمل عنوان (The Great Gatsby) بعد فشل ذريع في فيلمه السابق مع نيكول كيدمان وهيو جاكمان أثناء اجتماعهما المشئوم في فيلم (Australia) ولكن يبدو أن المخرج سيحقق نجاحاته السابقة المتمثلة في أفلام (Moulin Rouge) مع (Strictly Ballroom) مع هذا الفيلم والذي سيكون من بطولة النجم لينارديو ديكابريو مع النجمة الصاعدة كاري موليجان. المخرج باز اعتمد هذه المرة على رواية الكاتب فرنسيس سكوت فيتزجيرالد والذي كُتب لقصصه النجاح أثناء تحويلها للسينما مثل روايته القصيرة (The Last Time I Saw Pari) و (The Curious Case of) (Benjamin Button). ويعود المخرج غري روس من جديد من خلال فيلم الإثارة والآكشن الجديد (The Hunger Games) الذي رصد له 100 مليون دولار أمريكي وهو من بطولة جنيفر لورانس مع جوش هترشون. وفي الصيف القادم يترقب الجمهور العائلي مشروع بيكسار الأضخم هذا العام مع فيلم الرسوم (Brave) بعد فشلهم الذريع في الجزء الثاني من سلسلة (Cars)، ويأمل القائمون في استوديوهات بيسكار - ديزني على تجاوز الأزمة التي واجهوها العام الماضي بفشل فيلم من إنتاجهم لأول مرة بعد نجاحات لسبع سنوات متتالية. الفيلم بتقنية ثلاثي الأبعاد بالطبع ولا يبدو أنه سيواجه نفس الفشل الذي كان مكتوباً للجزء الثاني مع سيارات. أما المخرج سام منديس فيعود من خلال فيلمه المنتظر (Sky fall)، وهو من بطولة دايان دراغ مع راف فينيس وخافيير بارديم والقديرة جودي دينش، وسيتم عرض الفيلم بالتزامن مع عطلة عيد الشكر ويُقدم فيه جزء جديد من سلسلة جيمس بوند العميل 007، فيما يترقب الجميع كيف سيتعامل المخرج سام منديس مع هذه السلسلة على اعتبار أنه يملك أسلوباً مختلفاً جذرياً عن أساليب السلسلة التي تتطلب عادة سرعة مونتاجية هائلة وتصويراً سريعاً وسيناريو مليئاً بالأحداث المثيرة المصاحبة لمشاهد آكشن خطرة وهو الشيء الذي نجد عكسه تماماً في أفلام سام مانديس السابقة مثل (American Beauty) مع (Revolutionary Road). المخرج البريطاني الفائز بالأوسكار قبل سنتين توم هوبر يعود بفيلم يحمل عنوان (Les Miserable's) المقتبس عن رواية البؤساء لفيكتور هيوغر، والغريب أن الرواية تم تصويرها في فترة قريبة لفيلم قام ببطولته الممثل ليام ليسنون، والأكثر غرابة أن هذا الفيلم سيؤدي دور البطولة الرئيسية الممثل الكوميدي ساشا بارون كوهين مع اماندا سيفرييد مع هيلينا بونهام كارت. والجمهور على موعد جديد مع كوميديا الفنتازيات الغريبة والتي يتميز بها المخرج ويس أندرسون والذي يستعد لطرح فيلمه الجديد (Moonrise Kingdom) في نهاية شهر مايو وهو من بطولة بيل موري مع ادوارد نورتون مع فرانسيس ماكدورماند ويحكي الفيلم قصة عاشقين يلتقيان في مدينة (نيو انجليند) وفي شهر سبتمبر نحن على موعد جميل للمخرج جو رايت وفيلمه (Anna Karenina). الرواية العظيمة للمؤلف الروسي ليو تولستوي والذي سبق أن تحولت لفيلم من قبل، ولكن هذه المرة سيتم كتابة السيناريو على يد الماهر توم ستوبارد والذي سبق أن كتب سيناريو التحفة الأدبية (Shakespeare in Love) مع رائعة ستيفن سبيلبيرغ في الثمانينيات (Empire of the Sun). أما المخرجة كاثرين بيغلو فينتظر منها الجمهور فيلمها المثير للجدل عن مقتل أسامة بن لادن والذي سبق أن أثار تصريحها حفيظة بعض المحافظين داخل الولاياتالمتحدة على اعتبار أنها اعتمدت على وثائق سرية تكشف أسرار مداهمة منزل بن لادن قبل مقتله، فيما سيقدم المخرج وودي آلن فيلمه (Nero Fiddled) في أكتوبر وهو من بطولة وودي آلن بعد انقطاع طويل عن التمثيل مع الين بيج وبلونوبي كروز، وآلن انتصر للتو بجائزة الأوسكار كأفضل كاتب للمرة الثانية في تاريخه. المخرج تيم بورتون يعود مع فيلم (Dark Shadows) الذي من المقرر عرضه في مايو، ويحكي قصة فامباير في فنتازية متوقعة كأسلوب من المخرج، والذي اختار كما هي العادة ممثله المفضل دائماً جوني ديب. المخرج الفائز بالأوسكار آنج لي يعود من خلال فيلم (The Life of Pi) بعد انقطاع طويل، الفيلم سيتم عرضه في عطلة نهاية السنة، ويحكي قصة شاب هندي يُدعى «بي» يجد نفسه أمام تحدي غرق سفينة في المحيط الهادي.