فيلم «مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح» هو الجزء الرابع في سلسلة أفلام الحركة والمغامرات «مهمة مستحيلة» إحدى أشهر سلاسل أفلام الحركة والتشويق في تاريخ السينما العالمية التي حققت نجاحا كبيرا على شباك التذاكر، حيث بلغت الإيرادات العالمية الإجمالية للأفلام الثلاثة الأولى من هذه السلسلة 1.4 مليار دولار. وقد حصل الفيلم على أفضل تقيم نقدي لجزء من السلسلة، كما جمع في شباك التذاكر الأمريكية إيرادات زادت على 179 مليون دولار أمريكي منذ نزوله في الصالات الأمريكية. وفي هذا الجزء يواصل الفيلم مغامرات الأفلام الثلاثة السابقة، حيث تعود الشخصية المحورية في هذه السلسلة وهو الجاسوس «إيثان هنت» الذي يجسده على الشاشة للمرة الرابعة الممثل «توم كروز» ليقود فريقه الخاص للمهمات الخطيرة المستحيلة، والذي يعرف باسم «قوة المهمات المستحيلة» مخلصا العالم من بعض الأشرار، ويحمي الحلم الأمريكي ضمن إطار مشوق لا يخلو من المفارقات والطرائف. على شفير حرب نووية تبدأ أحداث قصة فيلم «مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح» في مدينة بودابست عاصمة المجر حيث يقتل العميل السري «تريفور هاناوي» عضو قوة المهمة المستحيلة المكلف بمراقبة الجاسوس «كيرت هندريكس»، وهو خبير نووي روسي متحدر من أصل سويدي، على يد جاسوسة شريرة تدعى «سابين مورو». وتقوم الجميلة «جين كارتر» قائدة فريق هاناوي ومساعدها «بينجي دان» أستاذ التكنولوجيا والجانب التقني بتهريب بطل الفيلم «إيثان هنت» وزميله «بوجدان» من أحد سجون موسكو بالقوة، ويكلف «هنت» وفريقه، الذي ينضم إليه محلل المعلومات «براندت» الذي يجد نفسه متورطا لمشاركة الفريق عندما اغتيل رئيسه، بالتسلل إلى الأرشيف السري للكرملين في موسكو للتعرف على الهوية الحقيقية ل«سابين مورو»، إلا أن الروس يكتشفون أمرهم. وخلال عملية الفرار يقع انفجار يؤدي إلى تدمير الكرملين، ويتهم «هنت» بأنه العقل المدبر للتفجير، ويعتبر الروس هذا التفجير بمثابة حرب غير معلنة على روسيا. ما يضطر الرئيس الأمريكي لإعلان حالة طوارئ يطلق عليها اسم «بروتوكول الشبح»، ويشتمل ذلك على تنصل الحكومة الأمريكية من مسؤوليتها عن قوة المهمات المستحيلة. وهكذا يدخل «إيثان هنت» وفريقه في سباق مع الزمن للوصول إلى الشرير «هندريكس» ومنعه من تدمير العالم وتحقيق أوهامه بتدمير العالم لإطلاق مرحلة جديدة من التطور البشري بحجة البقاء للأقوى، ويتوجه الفريق إلى إمارة دبي حيث يعلم أنه سيتم فيها عملية تسليم «هندريكس» الكودات السرية اللازمة لإطلاق الصواريخ من الجاسوسة سابين مورو، وتتم العملية في «برج خليفة» وهناك سندخل بقمة مشاهد الإثارة خلال تسلق البرج والمواجهات التي ستجري بداخله، وتنتهي بقتل سابين مورو، حيث نكتشف أن هنت كان في السجن بعد مقتل زوجته «جوليا» في كرواتيا. ثم تنتقل المطاردات من دبي إلى مومباي بالهند، حيث كان «هندريكس» قد باع للاتصالات الهندية قمرا صناعيا عسكريا سوفييتيا قديما يمكن استخدامه لإطلاق الصواريخ، وفي مواجهة نهائية بين إيثان هنت والشرير هندريكس، خلال محاولته إطلاق الصواريخ المدمرة، يلقى «هندريكس» حتفه بالسقوط من موقع مرتفع، وينجح هنت في منع إطلاق الصواريخ، وبذلك ينجح في تبرئة قوة المهمات المستحيلة من مسؤولية تفجير الكرملين، ويلتقي أعضاء الفريق بعد مضي أسابيع في نهاية الفيلم، حيث يكلفون بمهمات سرية جديدة. أفضل أفلام السلسلة تقنيا تعود فكرة سلسلة «المهمة المستحيلة» إلى المسلسل التلفزيوني الأمريكي «مهمة مستحيلة» للكاتب «بروس جيلير» ويعد هذا المسلسل واحدا من أكثر المسلسلات نجاحا في تاريخ التلفزيون الأمريكي، الذي استمر عرضه من عام 1966 حتى عام 1973. وقد ظهر أول أجزاء السلسلة عام 1996 بتوقيع المخرج الكبير«بريان دي بالما»، وقد استغلت جهات الإنتاج النجاح الذي لقيه لإعادة الإطلالة بجزء ثان عام 2000 من إخراج الصيني «جوهان واو» صاحب فيلم «انتزاع وجه» بينما ظهر الجزء الثالث في عام 2006 من إخراج المخرج التلفزيوني المعروف «جي جي أبرامز» الذي ينظم لطاقم عمل هذا الجزء بوصفه أحد المنتجين. وفي هذه التجربة، يقدم سيناريو فيلم «مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح» السيناريستان التلفزيونيان المعروفان «جوش أبيلبوم وأندري نيميك» اللذان قدما سابقا العديد من السلاسل التلفزيونية الشهيرة مثل Alias 2001 بينما تصدى للإخراج في هذا الجزء المخرج الأوسكاري «براد بيرد» القادم من عالم أفلام الرسوم المتحركة مثل «الخارقون (2004)- راتاتوي (2007) - عائلة سمبسون (1989) - العملاق الحديدي» والحاصل على جائزتي أوسكار، حيث ينجح المخرج « بيرد» في باكورة أفلامه الروائية الطويلة في تقديم عمل سينمائي يتفوق على الأفلام الثلاثة السابقة في هذه السلسلة من حيث المقومات الفنية العديدة، والرؤية الإخراجية المثيرة المتقنة التي استخدم فيها أحدث ما توصلت إليه تقنيات السينما، إذ تم التصوير جزئيا باستخدام كاميرات «آيماكس» والتي تقدم صورة ذات جودة أعلى من تقنيات الD3 ومن دون الحاجة إلى نظارات خاصة. كما تألقت الموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقار «مايكل غيشينوا» في تعاونه الثالث مع المخرج «بيرد» بعد فيلمي «الخارقون - راتاتوي» والتي أضافت بعدا أكثر تشويقا وإثارة للأحداث في الفيلم. كما يتميز الفيلم بقوة أداء ممثليه الرئيسيين، وفي مقدمتهم النجمان الأوسكاريان «توم كروز وجيريمي رينر» إضافة لسايمون بيج وبولا باتو .