مع انتشار فن السينما وتطوره، ظهر إلى الوجود ما سمي اصطلاحا ب «السلسلة السينمائية» وهي عبارة عن تتابع أجزاء يقوم، إما على نجاح أصابه الفيلم الأول، وهي سمة سلاسل أفلام الرعب والاكشن أو بالاعتماد على فكرة يريد الكاتب أو المخرج إيصالها، فتقسم إلى أجزاء لكل واحد أجواؤه وزمنه لكنها تتصل جميعها بالفكرة الرئيسة التي خطها الجزء الأول مثل «العراب» للمخرج كوبولا. ومن هنا ظهرت إحدى أشهر السلاسل في تاريخ السينما من حيث الفكرة والإبهار البصري، ومن حيث إيرادات شباك التذاكر ومتابعات الجمهور، وهي سلسلة «قراصنة الكاريبي» التي تقدم فيلمها الجديد «على أمواج غريبة». ينبوع الشباب.. هذه المرة تدور قصة الفيلم حول أحداث خيالية تقع في العام 1750 حين كان القراصنة يجولون في بحار ومحيطات العالم. وتبدأ الأحداث بمطاردة ومنازلات بالسيف في شوارع مدينة «لندن» يكتشف خلالها ملك إنجلترا أن قبطانا محتالا ينتحل شخصية الكابتن «جاك سبارو» يبحث عن بحارة للقيام برحلة في سفينته عبر المحيط الأطلسي للعثور على ينبوع الشباب في العالم الجديد. وبعد إلقاء القبض على «جاك سبارو» الحقيقي، يكلف الملك القرصان السابق «باربوسا» بالإبحار للعثور على ينبوع الشباب قبل المتنافسين الآخرين. وبعد أن نجح بالفرار من قبضة الملك، يلتقي الكابتن «جاك سبارو» مع حبيبته السابقة «أنجيليكا» وينضم بتردد وحذر إليها وإلى والدها «الكابتن ذي اللحية السوداء» في سباق البحث عن ينبوع الشباب، وهو غير واثق مما إذا كانت «أنجيليكا» لا تزال تحبه أو أنها تحاول استغلاله للوصول إلى الينبوع. وتنطلق عدة سفن في هذا السباق المحموم تمثل إنجلترا وإسبانيا، ويشارك فيها العديد من القراصنة الشريرين، وتظهر شخصيات جديدة، من قراصنة ومبشرين دينيين وحوريات البحر الغريبات. وتتخلل الأحداث عمليات إنقاذ من السجون وعمليات تمرد ومعارك تجري بمسحة كوميدية طريفة، بينما تحتل العلاقة الغرامية بين جاك سبارو وأنجيليكا مكانها في قصة الفيلم. لكن الأحداث تبلغ ذروتها بمعركة حامية الوطيس بين جميع الأطراف المتسابقة عند الوصول إلى ينبوع الشباب الذي يقع في ولاية فلوريدا الحالية، إذ يجد الكابتن «جاك سبارو» نفسه مجبرا في النهاية على التضحية إما بأنجيليكا أو بوالدها، وينتهي الفيلم مع وعد بالجزء الخامس من السلسلة. حلة جديدة وطاقم جديد استند الكاتبان السينمائيان «تيد إيليوت» و«تيري روسيو» في كتابة القصة إلى شخصيات اشتركا بنسجها وتطويرها مع الكاتبين السينمائيين «ستيوارت بيتي وجاي وولبيرت» في الأفلام السابقة. لكن سيناريو الفيلم الجديد يشمل اقتباسا جزئيا من رواية «على أمواج غريبة» التي صدرت في العام 1988 للكاتب الأمريكي «تيم باورز». ويشهد هذا الجزء غياب المخرج «جور فيربينسكي» الذي أخرج أجزاء الثلاثة السابقة ليحل محله المخرج «روب مارشال» مضيفا رؤيته الإخراجية الخاصة دون أن يغير من صبغة الأفلام السابقة التي اشتهرت ببريقها الأخاذ بالنسبة إلى الماكياج والملابس والموسيقى، تلك التي أصبحت علامة مسجلة لهذه السلسلة. وافتتح عرض هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي الأخير، ولقي ترحيبا كبيرا من النقاد والجمهور، وانعكس ذلك النجاح الكبير على شباك التذاكر في سائر أنحاء العالم، مع أنه يشهد غياب اثنين من أبطال الأجزاء السابقة الأساسيين، هما الممثل «أورلاندو بلوم» والبطولة النسائية للنجمة «كيرا نايتلي» .