بهدف البحث عن إحداث غربلة شاملة في نادي الاتفاق وفق منهجية واستراتيجية واضحة ومحددة ومعايشة الوضع الاستثماري والتخصيص جاء عيسى خليفة الحمادي للمنافسة على كرسي الرئاسة من خلال ترشيح نفسه للكرسي الساخن، وبين أنه يسعى لتحويل الاتفاق إلى شركة مساهمة تدر على أعضائها أرباحا طائلة، بخلاف الاهتمام بالجانب الفني والألعاب المختلفة والتركيز على إعادة هيبة فريق القدم الأول. وشدد أنه لم يكن يسعى وراء ترشحه لرئاسة النادي البحث عن الفلاشات الإعلامية، مشيرا إلى أن بروزه ومكانته بين المستثمرين الاقتصاديين في المنطقة الشرقية تكفيه عن جميع الشبهات التي تدور حول بحثه عن الأضواء، مبينا أنه يسعى إلى تقديم خدمة واسعة لهذا الكيان من خلال ضخ دماء جديدة لتقديم رؤى وأفكار مستقبلية. الحمادي الذي شغل الشارع الرياضي بشكل عام، والاتفاقي خاصة في الآونة الأخيرة بعد تقديمه أوراق ترشيحه للرئاسة قبل إغلاق الباب النهائي بربع ساعة اختار «شمس» ليفتح قلبه ويجيب عن كل أسئلتنا في حديث مليء بالصراحة.. والوضوح.. والشفافية.. فإلى نص الحوار: ألا ترى أن الكثير يجهل شخصيتك خصوصا في ظل حداثة عهدك وتجربتك بالوسط الرياضي؟ أوافقك الرأي فأنا جديد على الساحة الرياضية في المنطقة الشرقية عقب أن ترشحت لرئاسة الاتفاق خلال السنوات الأربع المقبلة، ولكني في الوقت نفسه لست جديدا على الرياضة بشكل عام لأني أتابع عن بعد كل ما يستجد في الساحة في ظل نشأتي في المنطقة الشرقية وارتباطي بعلاقات قوية مع أسر كروية، فضلا عن متابعة أهلي والقريبين مني للشأن الاتفاقي بشكل خاص. من ناحية أخرى فإن الفكر الكروي تغير كليا في الفترة الأخيرة لذا أصبحت قيادة الأندية والمنشأة الرياضية لا تتطلب وجود شخصية رياضية 100 %، فالمرحلة التي تمر بها المملكة والرئاسة العامة لرعاية الشباب تحديدا تتحرك نحو الاستثمار وتخصيص الأندية مما يتطلب وجود شخصية اقتصادية أيضا تتولى هذا القطاع الحيوي مع تدعيمها بشخصيات رياضية داعمة توفر الجانب الفني. وبالنسبة للأمور الفنية فهي تتوفر عن طريق أناس اختصاصيين ومشاركين ومؤهلين يقدمون خبراتهم في هذا المجال. وكما أسلفت فإن ارتباطي بنادي الاتفاق وتشجيعه كان عن بعد في الفترة الأخيرة، ولكن بعض الشخصيات الاتفاقية رأت أنني قد أكون الشخص القادر على رئاسة النادي في هذه المرحلة بالذات وطلبت مني التقدم للترشح ووجهت لي الدعوة إلى ذلك. الإدارة أوضحت أن ترشحك مخالف لأنظمة رعاية الشباب عملا بالمادة 18/3 والمتعلقة بعضوية الجمعية العمومية، والمادة 18/4 التي تنص على أن المتقدم للعضوية أو الرئاسة من الهواة والمهتمين بأنشطة النادي، فما تعليقك؟ قبل أن أنتقل للعيش في الدمام مثلت نادي الجزيرة في جزيرة دارين بخلاف مشاركتي في أنشطة رياضية أخرى، كما كنت لاعبا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في سنوات ماضية وغيرها. أما عملية انطباق اللوائح من عدمها فأعتقد أن فيها متسعا كبيرا واللوائح عامة ولا نستطيع أن نحصرها في هذا المجال. واللوائح تنص على أن يكون لدى الشخص المتقدم للرئاسة هواية يمارسها، والهواية لا تعني أنك تمارس عمل لجان أو شيء محدد وقد تساوي مثلا من يشجع النادي ويحضر للمباريات. وأعتقد أن هذه اللوائح قديمة جدا ولا تنطبق على الوضع الحالي وكثيرون من رؤساء الأندية لم يمارسوا الرياضة ولم يكونوا رؤساء شاغلي مناصب أو هواة في الفترة الحالية. ولكن أين أنت من النادي سواء كرئيس سابق أو عضو شرف أو عضو مجلس إدارة؟ كان هناك مقترح في السابق بترشيحي كعضو مجلس إدارة ولكن رأيت أن هذا قد يحد من تطبيق البرنامج الانتخابي أو خطط تطوير النادي، فإذا أصبحت جزءا من ضمن مجموعة مجلس إدارة فإنك لن تكون بذلك الشخص المؤثر وقرارك سيكون ضمن قرارات أخرى وبالتالي لن تستطيع أن تنفذ البرنامج الطموح الذي تريده، ولكن حينما تتسلم الرئاسة ولديك مجلس إداري فإنك تستطيع أن تتخذ القرارات الحاسمة. أقدمت على سحب أوراق ترشيحك قبل آخر ربع ساعة من نهاية إغلاق باب الترشح. ما السبب؟ ارتأينا في بداية فتح باب الترشيح النظر لمن سيقدم للرئاسة وبالتالي سنضمن الدخول في منافسة شديدة. لو رأينا أن عدد المترشحين قليل جدا ستكون فرص الفوز بالرئاسة أكبر وليس هناك سر معين، وما دام باب الترشيح قد حدد له آخر يوم للإغلاق فمن حقك وحق أي شخص آخر سحب أوراق الترشح ضمن الوقت الرسمي المسموح به. إذن كانت لديك «نوايا» لمعرفة المرشحين، وعلى ضوئه ستحدد مصيرك في التقدم أم لا؟ الفكر العام لا بد أن يكون هناك أكثر من مرشح لرئاسة النادي، وكنت أتمنى من أحد أعضاء مجلس الإدارة الحالي أو أحد أعضاء المجلس الشرفي أن يتقدموا ويكملوا المسيرة. لا شك أن الرئيس الحالي عبدالعزيز الدوسري ومن عملوا معه طيلة السنوات الماضية قاموا بجهد كبير وسعوا إلى تطوير النادي ولكن هذه سنة الحياة التي تتطلب التغيير فهي سياسة واضحة ومتبعة في البلد، والملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أكبر شخصية قيادية في البلد طالب بتطوير أي عمل بالتغيير في جميع المجالات، والمملكة مقبلة على مرحلة كبيرة من التطوير، والرئاسة العامة لرعاية الشباب جزء لا يتجزأ منها، ونحن في الرياضة لا بد أن نساير الوضع العام في البلد من حيث التغيير، ويجب أن نأخذ بهذه الخطوة والهدف الأسمى من ذلك تطوير النادي ككيان حتى نحافظ على وجوده ويصبح شرسا وقويا ومنافسا للجميع، فنحن لا نستطيع أن ننتظر حتى نسير بصعوبات مثلما مرت بها عدة أندية بالمنطقة الشرقية. هل سيعزز وجودك كرئيس للجنة النقل البحري بغرفة الشرقية والتصاقك برئيسها رئيس هيئة أعضاء شرف الاتفاق عبدالرحمن الراشد، وعضو الشرف الدكتور هلال الطويرقي، من حظوظك في الانتخابات المقبلة؟ منصبي الحالي في الغرفة شرف لا أدعيه، وأتمنى بالفعل أن أحظى بالدعم والتشجيع من تلك الشخصيات الرياضية والاقتصادية الكبيرة، وآمل أن يقدموا الدعم المطلوب في حال فوزي بكرسي الرئاسة. أكدت سابقا أنك ستفاجئ إدارة عبدالعزيز الدوسري بأسماء اتفاقية مؤثرة في ملفك الانتخابي، فهل نعتبرها «مناورة» منك؟ عندما نعلن عن برنامجنا الانتخابي بالكامل وأعضاء المجلس والشخصيات الداعمة ستكون الأمور واضحة أمام جماهير ومحبي النادي، فالبرنامج والأسماء هي التي ستدعمهم وتجعلهم يثقون بقدرة هذا الفريق المتكامل على قيادة الكيان فترة الأربع سنوات المقبلة. لا أخفيك أن من سيحضرون معي هم شخصيات مهتمة بالرياضة والاقتصاد.. تحب النادي وتغار عليه، وتستطيع دعم النادي بالوقت والمال والعطاء، وتنقله إلى مراحل كبيرة تواكب المستقبل، بإذن الله. هل ستستعين بخبرات إدارية موجودة في مجلس إدارة النادي الحالي؟ سنستعين بكل الخبرات التي ترغب في إضافة روح جديدة وفكر جديد، حتى الإخوة الموجودون في الإدارة نسعى إلى ضمهم معنا. سيكون لدينا هدف واضح كأسرة اتفاقية واحدة أن نضم بعضنا جنبا إلى جنب ونحافظ على بعض بعيدا عن خلق تجمعات أو تكتلات، وهذه النقطة التي أحاول أن أرتكز عليها. يجب أن أكون محايدا وألا أتبع أي تكتل أو أطراف بعينها حتى أحظى بقبول عند جميع الأطراف وأحصل على دعمهم ومساندتهم. لماذا تأخرت عن إعلان برنامجك الانتخابي؟ الفريق الذي شكلناه يعمل على عدة استراتيجيات ولم ننته منه، فهناك استراتيجية تتعلق بالنواحي الفنية من حيث تطوير كرة القدم والألعاب المختلفة الأخرى، والاستعانة بلاعبين محليين والتعاقد مع أجهزة فنية وإدارية على مستوى عال. المحور الثاني: كيفية تمويل هذه الألعاب وإيجاد مصادر تمويلية لها. أما الجانب المهم الذي سنركز عليه فهو الجانب الاستثماري وتخصيص الأنشطة والألعاب في النادي، وأيضا كيفية تحضير النادي للمرحلة المقبلة. الهدف هنا إيجاد مصادر تمويل ذاتية للنادي، والبعد عن تمويل الحكومة الرشيدة – حفظها الله - قدر الإمكان لأن الدولة تتحمل أعباء كثيرة في البلد، وأيضا تقليل الاعتماد على الدعم الشرفي فلا بد أن يتحول النادي من منشأة ذات أعباء وتكاليف وديون إلى منشأة ذات موارد مالية كبيرة، ففي المستقبل القريب سيتحول النادي إلى شركة مساهمة لها مصادر تمويلية وموارد ذاتية ضخمة وتقوم بالتالي بتوزيع الأرباح على أعضائها، فهذا الفكر الاستثماري موجود ومطبق في جميع أندية العالم. ولكن يخشى الاتفاقيون أن يكون تفكيركم منصبا على النواحي الاستثمارية دون النظر في ألعاب النادي والسعي وراء تحقيق البطولات؟ أبدا.. إنهما يسيران في خطين متوازيين، فالقطاع الاقتصادي والاستثماري يمول ويدعم القطاع الفني والرياضي والعكس صحيح، وندرك تماما ما نقوم به. ماذا ستفعل في حال قرر مسؤولو الرئاسة العامة لرعاية الشباب عدم اعتماد أوراق ترشيحك؟ نأمل موافقة الرئاسة العامة على أوراق قبول ترشيحي، وأتصور أن الفكرة الموجودة في ذهن المسؤولين هو تجاوز اللوائح الحالية التي مضى عليها أعوام طويلة ولم تتخذ حيز التغيير ولا تواكب التطور الحاصل في الرياضة السعودية. سنحاول جاهدين مع الرئاسة لاعتماد الأوراق وبالتالي عقد الجمعية العمومية للنادي، وفي حال عدم القبول سنقدم التماسا واستئنافا للرئيس العام للتغلب على هذه الجوانب من أجل مصلحة الرياضة في المنطقة الشرقية. ما صحة الأنباء التي أكدت أنك ستسحب أوراق ترشيحك؟ لا أعتقد أنه صدر مني أي قرار أو تلميح أو ما شابهه حول ذلك. يجوز أن هذه اجتهادات صحفية، ولكن أكرر وأقول: سننتظر ما سيقرره مسؤولو الرئاسة بخصوص أوراق ترشيحي ولو كان عليها أي ملاحظات سنقدم الالتماس والاستئناف من خلال الاجتماع مع المسؤولين في الرئاسة ومحاولة التغلب على أي عقبات نواجهها. يأمل الاتفاقيون أن يروا فريقهم منافسا لبقية الأندية ويعتلي منصات التتويج من جديد. فما الذي تخبئونه لصالح الفريق؟ هدفنا إيجاد فريق ينافس بشراسة ويعود إلى عهده السابق لمداعبة الكؤوس والبطولات. لا بد أن يستعيد الفريق كبرياءه ويأخذ مكانته التي يستحقها ضمن الأندية الكبيرة، ويسعد بالتالي جماهيره العريضة التي تأمل أن ترى فريقها خصما عنيدا يهابه الجميع ويعيد الحياة إلى المدرجات الاتفاقية. ما الذي يشغل تفكيرك حاليا؟ أوضح نقطة مهمة للجميع، أن الانطلاقة والترشح للرئاسة لم يكن هدفها الظهور والبروز فقط. لدي ولله الحمد من البروز في الجانب الاقتصادي ما يكفيني، ولكن هي رغبة واضحة في خدمة الكيان وتقديم وجوه جديدة تقوده في المرحلة المقبلة. منظورنا لتطوير النادي يأتي من اهتمام الجماهير الاتفاقية وبقطاع الشباب الأهم لدينا، والذي يشكل نسبة 70 % من إجمالي سكان المملكة. لا بد الاهتمام بهم وجذبهم إلى النادي، وربما لاحظتم في السنوات الأخيرة أن هناك عزوفا جماهيريا كبيرا عن النادي ومساندة الفريق في المباريات الرسمية، فيجب أن نحل هذه الإشكالية ونعيدهم إلى بيتهم وكيانهم، وإثراء المجتمع بكافة أنواع الألعاب، وخلق فرص للتدريب والاهتمام من خلال جلب أكاديميات متخصصة إلى النادي، فالمنطقة الشرقية أخرجت أجيالا من اللاعبين الأكفاء الذين يشار إليهم بالبنان ووصلوا إلى المنتخبات السعودية، ونسعى لإيجاد بيئة صحية للنجاح، ناهيك عن أننا متوجهون لخلق شراكة بين القطاع الرياضي والمجتمعي، وأشياء أخرى متأكدين أنها ستثلج صدور كل الاتفاقيين. هل من كلمة أخيرة؟ أشكركم على هذه الاستضافة، وأنا متأكد أن الجماهير الاتفاقية وفية لناديها، لا يهمها بالدرجة الأولى من سيقود رئاسة النادي، بل ترغب في رؤية برنامج عملي، وفي شخصيات تثق بقدرتها ورؤيتها على عقد المبادرة والحفظ على الكيان. الآن الرياضة تطورت ونحن مقبلون على خطوات كبيرة في المستقبل، لا بد أن ننشئ أرضا خصبة وبنى تحتية لمناسبة هذا التطور بعيدا عن المشاكل التي تعصف في أندية أخرى .