تمتمت حصة هذه الجملة وهي حانقة غاضبة للوضع الجديد.. تقذف بملفها على مكتب غرفتها وهي تفكر.. «بكالوريوس كيمياء بدرجة جيد جدا مرتفع، ودبلوم حاسب آلي استنفد من عمري عامين ودورات متنوعة ومتعددة.. كل هذا ولم يشفع لي بكل الوظائف التي أتقدم لها ورغم ذلك لم أيأس ولن أيأس وسأظل أواصل بحثي...». تواصل حصة رحلة البحث عن وظيفة منذ أعوام ورغم أنها تقابل بالكلمة الروتينية «اتركي لنا أرقامك ومعلوماتك ونحن نتصل بك» لم تيأس. غير أنها تفاجأ بأسلوب جديد أو دعونا نطلق عليه اسم «موضة جديدة». فبالأمس كانت حصة تسأل عن مؤهلاتها وخبراتها أما هذه الأيام وبعد أن يفند المدير ملفها ويطالعه بعين غير متحمسة أو حتى مبالية يبدأ بسؤالها الذي يلجم حصة بل يلجمنا بحكم أننا مازلنا مجتمعا محافظا، والكل له حريته الشخصية طالما أنها لا تتعدى على خصوصية أو حرية الغير... ويكون السؤال الموجه لحصة والذي يلغي فكرة النقاش أو حتى التفاوض بينها وبين المدير: «هل أنت ممن يصرون على تغطية الوجه؟!».. ولا تفهم حصة مقصده فتجيبه «ما الذي تقصد؟!» فيجيبها المدير بكل برود واستهتار، ولو ركزنا لقلنا بكل استخفاف: «نحن لا نقبل بتوظيف من تغطي وجهها!» «بصراحة» يجب ألا نستغرب هذا الشرط «فإن لم تستح فافعل ما تشاء». موضة جديدة بدت تغزو سوق العمل لدينا وأعتقد أنها أسلوب راق ومهذب حتى لا يتم «سعودة» المؤسسات الخاصة أو حتى عدم قبول أي موظفة جديدة.. فضلا عن الشرط الذي يفرض على الشباب بحكم أنهم تلقائيا لا يضعون «الغطا» على وجوههم فتكون الوظيفة مشروطة بالوسامة؟! فإن لم يكن وسيما أو به شيء من الوسامة فلن يحلم بوظيفة.. وهل بعد ذاك نستغرب من نسبة البطالة العالية في البلد؟! فلو نظرنا فسنجد أن ثلاثة أرباع بناتنا ما زلن متمسكات بغطاء الوجه، وثلاثة أرباع شبابنا لم تصافحهم الوسامة حتى في الأحلام.. إلى أين ستصل موضة «التطفيش» عفوا قصدنا التوظيف في بلدي؟! «بنعيش وياما نشوف»..