نعم يا سيدتي - المعلمة - القرار كما نشرته الصحف (صحيح)، لا تفركي عينيك، وإن فعلت فلن يتغير الواقع الذي لا يروقك معرفته، ولا حتى التوثق منه، عليكِ أن تقتنعي بالواقع المرير، والقرار واضح، سيتم طي قيدك إذا ثبت للوزارة أن (محرمك ليس معك)، ولا يقيم معك في المكان الذي قبلت العمل فيه. وقبل أن تفتحي فاك لتعترضي، فالوزارة قدمت لك التوضيح بأنك وولي أمرك وقّعتما على تعهد يفيد بأنكما تعرفتما على المكان، وعرفتما طريقة الوصول إليه، ووقعتما على تعهد يفيد بعدم المطالبة بالنقل إلى منطقة أخرى أو محافظة أخرى خلال سنة التجربة، التي وعدتكِ الوزارة بأنها ستعتبرها عدم نجاح إذا ثبت إخلالك بكل ما تقدم. على رغم أن عدم النجاح سيصيبك أنتِ فقط ولن يضر ولي أمرك (الذي وقّع على الأوراق والتعهدات) في شيء .. لن يحتفظ به في ملفه المهني ولن يتم طي قيده. لا تستغربي.. أليس ولي الأمر هو الذي وافق ووقع وتعهد ورافقك وتعرف على المكان الجديد، ويعلم جيداً عدم أحقيتك في المطالبة بالنقل لمحافظة أو لمدينة أخرى، وإذا فعلتِ فسيوبخك، وربما يتركك ويرحل، وربما يرجع في كلامه ويقول لك (هونت) أيضاً، فماذا أنتِ فاعلة في هذه الحالة؟ كل ما فعلته الوزارة هو (تحسباً لكل ما قد يحدث) على رغم أنها أغفلت أنك كائن مستقل بذاته، لا تحتاجين لموافقته، إلا إذا اعتبرك مجتمعك (فاقدة الأهلية المنفردة) لا تستطيعين أن تعيشي في هذه الحياة إلا بموافقته، ولا تتمكنين من العمل في مكان ارتضيته بإرادتك الحرة إلا من خلاله، على رغم أنك لم تختاري المكان (حباً أو شوقاً أو هياماً)، وإنما وافقتِ عليه مدفوعة بالحاجة والرغبة في الحصول على وظيفة تحميك من مغبة السؤال، والحاجة لولي أمرك إن شاء منعك، وإن شاء أعطاكِ. والمشيئة يا أخيتي مفتوحة الأبواب، فهو أيضاً يستطيع أن يتحمس ويرافقك ويوافق على مكان عملك الجديد، ثم يجِّدُ جديد في حياته، فيتركك ويرحل، أو يتمكن من الحصول على وظيفة جديدة، فيسارع بتجميع حاجياته الخاصة ويخيّرك أن تأتي برغبتك وتتركين أحلامك وراء ظهركِ، أو يرسل رسالة لمرجعيتك يخبرهم فيها أنك بمفردك، ولن تتفاجئي عندها أن طي قيدك سيسلم له في التو والساعة من دون الحاجة حتى لموافقتك ولا لوجودك!. يا أخيتي.. هل حلمتِ كثيراً؟ إذاً أفيقي من الحلم بسرعة، واذهبي لتغسلي وجهك من آثار الفرحة التي اعترتك بعد قراءتك لاسمك، وأنك أصبحتِ من المعينات. وانتظري يوماً آخر بعد أعوام عديدة أو مديدة، لا تقرئي فيها بند موافقة ولي الأمر الذي قد يوافق أو لا يوافق، أو الذي يوافق ثم يتراجع، أو الذي يوافق ثم يساوم. الحلول كثيرة، ولكن لا أحد يريد رؤيتها ولا محاولة رؤيتها، ولا حتى تجربة رؤيتها، وهي أن تبني دار سكنى في كل محافظة، وتوافر وسيلة مواصلات آمنة، وقبلها أن يلغى بند موافقة وتعهد ولي الأمر الذي لا يتناسب مع عصرنا الحاضر، وبعد أن أعلن الوالد أبو متعب دخول المرأة ومشاركتها في المجالس البلدية ومجلس الشورى (إلا لو كان الأمر يتطلب أيضاً موافقة ولي الأمر على حضورها وعلى ترشيحها وعلى... حديثها) أو سنعود مرة أخرى لجملة طي القيد!. [email protected] twitter | @s_almashhady