أجمع المشاركون في مؤتمر علماء الأمة الذي عقد في العاصمة السنغالية داكار، على أن المملكة بوصفها قبلة المسلمين وعلى أرضها تنزل الوحي هي الدولة المثالية التي تقدم أنموذجا للدولة الملتزمة التي ترعى حدود الله في كل شؤونها وتستقطب إنجازات العلم الحديث لإسعاد شعبها والآخرين. وقدموا خلال المؤتمر الذي عقد في الفترة من 4 6 رجب الجاري، بمبادرة من الرئيس السنغالي الرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي عبدالله واد، وحضره رئيس مجلس القضاء الأعلى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن حميد ممثلا لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خالص الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعايته ودعمه لهذا المؤتمر، ولمؤتمر علماء إفريقيا من قبله. وأوصوا الدول والحكومات والمنظمات وسائر الأفراد والهيئات بإيلاء التربية والدعوة عناية قصوى باعتبارهما وسيلة إصلاح الفرد والمجتمع، وكذلك أوصى بالعناية بالعلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة، في المدارس والجامعات والمساجد وفي وسائل الإعلام، والحذر من تصدر المرء في دين الله بحماسة دون فقه، أو ببضاعة من العلم الشرعي مزجاة أو معدومة، لأن سوء فهم الحكم الشرعي مظنة للخطأ في تنزيله على الواقع، والخطأ في التنزيل مدرجة للإساءة إلى الدين وشل حركة الدعوة إلى الله. وأكدوا أن المملكة بما تتحمله من مسؤولية تاريخية تجاه المسلمين في كل مكان وبما حباها الله من نعم تعمل على دعم العمل الإسلامي ومساعدة الأقليات المسلمة والعمل على نشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة وإقامة ودعم المؤسسات التي تقدم الفكر الإسلامي المستنير لتعريف المجتمع الإنساني كله بقيم العقيدة السمحة وأخلاقها الرفيعة. وشددوا على أهمية العمل لأن تكون للعلماء المسلمين في البلاد الإسلامية أو خارجها لجنة أو رابطة تنسق بينهم وتنظر في القضايا التي تهم المسلمين، وتحكم فيها على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، داعين إلى العمل الجاد من أجل توثيق عرى الوحدة بين شعوب الأمة وصد العدوان عنها وتحصينها من الفتن والمحن التي تحدق بها. وأشاروا إلى ضرورة إيلاء اللغة العربية ما تستحق من عناية باعتبارها لغة القرآن ومستودع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وباعتبارها وسيلة لتعزيز وحدة الأمة وصيانة إرثها الثقافي المشترك.