أصاب عدد من الصواريخ شرق العاصمة الليبية طرابلس، ظهر أمس، بعد تحليق كثيف لطائرات حلف شمال الأطلسي «الناتو» فوق القطاع، حسب شاهد عيان. واستهدفت الصواريخ منطقة تاجوراء لكن لم تعرف المواقع بالتحديد. وكانت عدة انفجارات هزت صباحا العاصمة الليبية التي تتعرض بشكل شبه يومي لقصف طائرات الحلف الذي تولى قيادة العمليات العسكرية التي انطلقت في ال19 مارس الماضي لمنع هجمات قوات النظام على المدنيين. وتدور هذه الأيام تساؤلات عديدة حول مصير الزعيم معمر القذافي، وهل قتل أم لا يزال على قيد الحياة. ولم يبث التليفزيون الليبي أي لقطة له منذ عشرة أيام. يرى وزير الدفاع الإيطالي أجناتسيو لاروسا أن قصف أي هدف عسكري في ليبيا يختبئ فيه العقيد القذافي، سيكون مبررا. وأوضح «لن يكون مقبولا قصف مقر إقامة القذافي، لكن قصف الأهداف العسكرية التي يمكن أن يلجأ إليها، سيكون أمرا شرعيا». وأضاف في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ال ميساجيرو»، أن «الأهداف العسكرية لا تتحدد ولا تقصف حسب وجود أو عدم وجود شخص، حسب قرار الأممالمتحدة». وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، ردا على سؤال عن مصير الزعيم الليبي أنه لا تتوافر لفرنسا معلومات تتعلق بوضع القذافي. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو، «ليست لدي معلومات». وأضاف «أذكركم بأننا قطعنا الاتصالات الرسمية المباشرة مع نظام القذافي منذ إغلاق سفارتنا وترحيل الموظفين الدبلوماسيين في ال26 فبراير». وقد زاد حلف شمال الأطلسي في الأيام الأخيرة من عمليات القصف على طرابلس، مؤكدا أنه لا يستهدف علنا الزعيم الليبي، بل أهدافا عسكرية فقط. وفي ال30 من إبريل الماضي، قتل أحد أبناء القذافي وثلاثة من أحفاده خلال قصف للحلف. وكان القذافي قال قبل ساعات من عملية القصف تلك إنه لا ينوي التخلي عن السلطة. وأعلن الحلف أنه نفذ ستة آلاف غارة جوية ضد أهداف حكومية ليبية منذ بداية إشرافه على العملية العسكرية، ال31 من مارس الماضي. ووصف مهمته في ليبيا بأنها ترمي لفرض حظر على السلاح، ومنطقة لحظر الطيران، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين. وقد أمنت الضربات الجوية التي يشنها الحلف معاقل المعارضة الليبية في شرق البلاد، لكن مراقبين يقولون إنه من غير الواضح مدى تأثير الضربات على قبضة القذافي بالمناطق الواقعة غربي البلاد. ويصر «الناتو» على أن إزاحة القذافي ليست من بين أهداف الحلف، إلا أن دولا رئيسية تصر على أنه لا يمكن لليبيا أن تستمر هكذا مع بقاء القذافي. ميدانيا، استولت المعارضة الليبية على مطار مدينة مصراتة بعد معارك شرسة مع القوات الموالية للقذافي، وذلك وفقا لما ذكره مراسل وكالة الأنباء الفرنسية من موقع الحدث. من جانب آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه قرر فتح مكتب لتنسيق المساعدات لقوات المعارضة الليبية في مدينة بنغازي. وأوضحت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين آشتون قائلة «قررنا فتح مكتب في بنغازي حتى يمكننا التحرك قدما لتقديم الدعم الذي ناقشناه إلى الشعب، ودعما للمجتمع المدني، ودعما لحكومة المجلس الوطني الانتقالي». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «وقف فوري وحقيقي للنار» في ليبيا، والتوقف عن مهاجمة المدنيين فيها. وقال كي مون إنه تحدث مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي، وناشده وقف النار .