سيطر الثوار على مطار مدينة مصراتة الاستراتيجية في غرب ليبيا بعد معارك عنيفة مع قوات القذافي، واحتفل المئات منهم بهذا الانتصار الكبير في الشارع. وخلفت القوات الحكومية وراءها دبابات أضرم فيها الثوار النار. وصادر الثوار 40 صاروخ جراد من قوات القذافي، فيما أصيب 13 من عناصرهم بقذائف هاون. وذكر الثوار أنهم قبضوا على أحد الرجال المرتزقة الموريتانيين يقاتل مع قوات القذافي. وفي الإطار نفسه قصفت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مواقع لقوات القذافي، حيث سمع دوي انفجارات بالعاصمة الليبية طرابلس أمس. ووفقا للثوار فإن هذا القصف هو الأعنف الذي تشهده طرابلس خلال أسابيع. وذكرت وسائل إعلام معارضة أن إحدى الهجمات أصابت مبنى يقول السكان إنه وكالة استخبارات تابعة للجيش، فيما استهدف هجوم آخر مبنى حكوميا قال مسؤولون إن أعضاء البرلمان كانوا يستعينون به أحيانا. ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الناتو أول من أمس أنه بدأ مرحلة ثانية من عمليته العسكرية في ليبيا، التي تستهدف هذه المرة مراكز القيادة التابعة لقوات القذافي. ورغم بقاء مناطق كثيرة من العاصمة تحت سيطرة القذافي، أصبح الثوار يقومون بعملياتهم بشكل أكثر جرأة انطلاقا من غرب طرابلس خلال الأيام الماضية مع وضع علم "ليبيا الحرة" في عدة مدارس وعلى عدة جسور. إلى ذلك اعتبر وزير الدفاع الإيطالي أجناتسيو لاروسا في مقابلة أن قصف هدف عسكري في ليبيا يختبئ فيه العقيد القذافي سيكون مبررا. واعتبر أنه لن يكون مقبولا قصف مقر إقامة القذافي، لكن قصف الأهداف العسكرية التي يمكن أن يلجأ إليها سيكون أمرا شرعيا. وأضاف لاروسا "أن الأهداف العسكرية لا تتحدد ولا تقصف حسب وجود أو عدم وجود شخص حسب قرار الأممالمتحدة". ولاحظ وزير الدفاع الإيطالي "إذا كان على سبيل المثال مكان تصدر منه الأوامر لضرب المدنيين، تكون الغارة عندئذ شرعية. وإذا ما لجأ القذافي إلى قاعدة عسكرية لا تستثنى هذه القاعدة لهذا السبب. والعكس هو الصحيح". على الصعيد السياسي كشفت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الكتلة تعتزم فتح مكتب في معقل الثوار في بنغازي لدعم الشعب الليبي والمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقالت آشتون أمام اجتماع للبرلمان الأوروبي في ستراسبوج أمس: إن المكتب سيقدم المساعدة في الأمور التي يطالب بها الشعب، مضيفة "أنهم يريدون المساعدة في التعليم والرعاية الصحية والأمن على حدودهم". وأشارت إلى أن المكتب لا يهدف فقط إلى دعم الليبيين وإنما أيضا مجتمعهم المدني والمجلس الوطني الانتقالي للثوار. وجددت آشتون دعوة القذافي إلى التنحي، قائلة "دعونا نكون واضحين، على القذافي أن يرحل وينهي حكم نظامه". من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات الليبية إلى التوقف عن استهداف المدنيين ووقف المعارك في "مصراتة وغيرها" فورا، داعيا إلى مواصلة الحوار السياسي. وأفاد بان كي مون خلال مؤتمر صحفي في جنيف بأنه أجرى مكالمة هاتفية مساء أول من أمس مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي. وأوضح "قلت له إن على السلطات الليبية أن تتوقف عن مهاجمة المدنيين". وأضاف مشددا "يجب وقف المعارك في مصراتة وغيرها.. عندها سيكون في وسعنا الاستمرار في تقديم مساعدة إنسانية وبموازاة ذلك مواصلة حوارنا السياسي". وتابع "إنني أبذل كل ما بوسعي لدفع التعاون مع الاتحاد الأفريقي والائتلافات الأخرى القائمة".