شهدت العاصمة المصرية القاهرة، أمس، مراسم الاحتفال بالتوقيع على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وقادة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية.. وذلك بعد خلافات حول الترتيبات البروتوكولية أدت إلى تأخر الاحتفال قرابة 75 دقيقة عن موعده الأصلي. وعمت أجواء الفرحة الضفة الغربية وقطاع غزة بتوقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. وقام شبان فلسطينيون بتوزيع الحلوى وسط مدينة رام الله التي أطلقت في سمائها البالونات احتفالا بهذه المناسبة. ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بدوره بتوقيع اتفاقية المصالحة، معربا عن أمله بالشروع الفوري في تنفيذ الاتفاق على الأرض. جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال إلى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي، بينما جلس مشعل في الصف الأول للقاعة إلى جوار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأفادت مصادر فلسطينية أن خلافات وقعت في اللحظة الأخيرة بسبب رفض فتح جلوس مشعل على المنصة إلى جوار عباس، باعتبار أن رئيس المكتب السياسي لحماس لا يشغل أي منصب رسمي. وحضر الحفل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد عبدالعزيز قطان، وعدد كبير من الضيوف العرب والأجانب. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عقدا اجتماعا تشاوريا في وقت سابق بحضور نائب رئيس الوزراء المصري يحيى الجمل ووزير الخارجية نبيل العربي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وعدد من الوزراء العرب قبيل بدء الاحتفال بتوقيع اتفاق المصالحة. وتم خلال الاجتماع التشاوري استعراض تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل تنفيذ الاتفاق والتشاور حول المستجدات على الساحة. وأكد عباس ومشعل أنهما عازمان على طي «صفحة الانقسام السوداء» وأعلن مشعل تمسكه بالهدف الوطني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة. وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الطرفان منذ الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة عام 2007 الذي انتهى بسيطرة حماس بالقوة على القطاع. ويقضي الاتفاق بتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إدارة الشؤون الداخلية الفلسطينية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني بعد عام من إعلانه. وتبقى الملفات السياسية خصوصا عملية السلام من اختصاص منظمة التحرير، غير أن الاتفاق ينص على تشكيل قيادة موحدة من رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إضافة إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية من أجل التشاور حول القضايا السياسية. وأجرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كل على حدة، حول المصالحة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر إن كلينتون أثارت مسألة المساعدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية. وكشف مسؤول آخر أن وزيرة الخارجية لم تهدد بإلغاء المساعدة في حال تم الاتفاق بين فتح وحماس. وعلى غرار اسرائيل، تعتبر أمريكا حماس حركة إرهابية. ورفض تونر التكهن مسبقا برد فعل واشنطن موضحا فقط أن أمريكا «ستقيم سياستها في ضوء تشكيل الحكومة». وأشار المتحدث أيضا إلى الموقف الأمريكي موضحا «إذا كانت حماس تريد أن تؤدي دورا في العملية السياسية، فعليها نبذ العنف والإرهاب والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود واحترام الاتفاقات الموقعة» .