أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في احتفال أقيم أمس في القاهرة أنهما عازمان على طي "صفحة الانقسام السوداء"، وأعلن مشعل تمسكه بالهدف الوطني الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوقيع على اتفاق المصالحة "ضربة هائلة للسلام". وفي كلمة افتتح بها احتفال المصالحة بين فتح وحماس، قال عباس إن "صفحة الانقسام طويت إلى الأبد" واتهم إسرائيل ب"التذرع" بالمصالحة للتهرب من السلام. وافتتح الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة، متأخرا حوالي ساعة وربع الساعة عن موعده المحدد أصلا في الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، بسبب خلافات طرأت في اللحظات الأخيرة حول الترتيبات البروتوكولية للاحتفال، بسبب رفض فتح جلوس مشعل على المنصة إلى جوار عباس، باعتبار أن رئيس المكتب السياسي لحماس لا يشغل أي منصب رسمي، كما رفضت فتح في البدء أن يلقي مشعل كلمة، لكن الأمر سوي. وعند بدء الاحتفال رسميا، جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال إلى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي، بينما جلس مشعل في الصف الأول للقاعة إلى جوار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة في عام 2007 الذي انتهى بسيطرة حماس بالقوة على القطاع. وقال مشعل في كلمته إن حركته ستعمل على تحقيق "الهدف الفلسطيني الوطني" وهو إقامة "دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف ودون تنازل عن شبر واحد أو عن حق العودة". وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها حماس بوضوح لا لبس فيه قبولها بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أن حركته مستعدة "لدفع أي ثمن من أجل المصالحة"، مؤكدا أن "معركتنا الوحيدة مع إسرائيل". وردا على نتنياهو الذي طالب عباس بالاختيار بين المصالحة مع حماس وبين السلام، أكد أبو مازن أنه يرفض التدخل الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، وقال إن "حماس جزء من شعبنا" و"ليس من حق أحد أن يقول لنا لماذا تفعلون هذا أو ذاك" و"أقول لنتنياهو أنت يجب أن تختار بين الاستيطان والسلام". ويقضي الاتفاق بتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إدارة الشؤون الداخلية الفلسطينية وبإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني بعد عام من إعلانه. وتبقى الملفات السياسية، وخصوصا عملية السلام من اختصاص منظمة التحرير، غير أن الاتفاق ينص على تشكيل قيادة موحدة من رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إضافة إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية من أجل التشاور حول القضايا السياسية. وأجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونتنياهو، كل على حدة مساء الثلاثاء الماضي حول المصالحة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر إن كلينتون أثارت خصوصا مسألة المساعدة الأميركية للسلطة الفلسطينية، ولكن مسؤولا أميركيا فضل عدم كشف هويته قال إن وزيرة الخارجية لم تهدد بإلغاء المساعدة في حال تم الاتفاق بين فتح وحماس. ورفض تونر التكهن مسبقا برد فعل واشنطن، موضحا فقط أن الولاياتالمتحدة "ستقيم سياستها في ضوء تشكيل الحكومة". وذكر المتحدث أيضا بالموقف الأميركي "إذا كانت حماس تريد أن تؤدي دورا في العملية السياسية فعليها نبذ العنف والإرهاب والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود واحترام الاتفاقات الموقعة".