في زمن أصبحت فيه وسائل الحياة أسهل وأيسر وأصبحت وتيرة العيش أسرع.. إلا أن وزارة التربية والتعليم مصرة إصرارا لا يقبل أي فصل أن تجعل من التعليم أصعب وأعسر.. فنراها كل يوم عن يوم تظهر لنا بكل جديد «سيئ».. فمن بداية طرق التدريس إلى المناهج ومنه حتى تلتحم سلسلة مراحل التدريس ونصل بها إلى الدراسات العليا.. وما أدراك ما الدراسات العليا...!! سيأتي كل واحد منهم على حدة.. ولكن دعونا نفندهم ونقف عند اختبارات القياس.. فبقدر ما هوجم هذا الاختبار لعدم إنصافه أو حتى موضوعيته في الطرح أو حتى جدواه أو ما هي أسباب وجوده من الأساس.. ناهيك من المبالغ الطائلة العائدة على الوزارة من وراء هذه الاختبارات.. ورغم ذلك لا نرى أي تجديد سواء في المدارس أو المشاريع المدرسية ولا حتى المناهج المفيدة...!! ورغم ذلك الإصرار قائم.. وعندما نتوقف قليلا عند اختبارات القياس والتي لم تنصف أو حتى تعطي كل ذي حقٍ حقه، فعندما نجد طالبا أو طالبة حديثي التخرج من الثانوية وكله تفاؤل ونظرة مستقبلية يكسوه اللون الأبيض وكله نشاط في ومواصلة تعليمه، فالمصاب الجلل عندما يكون هذا الطالب قد تخرج من الثانوية بنسبة مئوية تصل إلى «98 %» ورغم ذلك لا يسمح له اختبار القياس بالعبور.. وكأننا بهذا الاختبار في حرب ضروس مع جهل العقول..!!! لا أعلم ما الهدف من اختبار القياس؟ إن أخذنا في الاعتبار أن اختبارات الثانوية الطاحنة قامت بالمطلوب منها وأكثر بأعصاب طلابنا... إذن ما الذي ننتظره أو نرتجيه من اختبارات القياس غير تحطيم الآمال وإنشاء جيل محطم فاقد الثقة بالمستقبل ونفسه.. وهنا يوقفنا ألف سؤال وسؤال.. هل فكرت وزارة التربية والتعليم بعمق قبل أن تتخذ قرار اختبارات القياس؟ هل فكرت بالبعد النفسي للطالب؟.. وما الذي سيخلفه لنا؟. إن قلنا إن الطالب عند حصوله على شهادة الثانوية وعلم مسبقا أنه فشل في تحصيله الجامعي سيكون على يقين بأنه ظلم نفسه بإهماله، ولكن عندما يكون من المتفوقين وكله أمل بالدراسة الجامعية ويوقفه اختبار القياس!!.. هل فكرت وزارة التربية والتعليم ما هو الجيل الحاقد الذي يغلفه الشعور بالظلم الذي تولد من اختبارات القياس السقيمة..؟!