تناولت الصحافة أن هناك جهات تنصيرية تعرض ملايين الريالات على المبتعثين في الخارج من أجل تنصيرهم، ودار جدل شديد حول الموضوع، وأنه استهداف يهدد مصير الطلاب المبتعثين في الخارج، والغريب أن كلا الطرفين المتخوف من تنصير المبتعثين، والذي يعمل على تنصيرهم يتعاملون مع الطلاب وكأن لا عقول لهم. الطرف الذي يشكو - حاليا - من الموضوع، والذي ظل ينظر إلى مشروع الابتعاث على أنه خطر يهدد الدارسين في الخارج غلبته أيديولوجيته التي لم تسمح له بأن ينظر أبعد مما يرى، فالطالب السعودي قضى سنوات تعليمه الأولى في الداخل، في ظل مناهج كانت الغلبة فيها للمواد الدينية، فإن كان هذا الفريق بعد هذه الأعوام في دراسة المواد الدينية يرى أن الطالب سيكون لقمة سائغة للمنصرين، فعليه أن يعترف بأن المناهج الدراسية التي درسها الطلاب لم تكن ذات فائدة، ومن هنا عليه ألا يستميت في محاربة جهود وزارة التربية والتعليم الرامية إلى تطوير المناهج الدراسية. الفريق الآخر وهم المنصرون في الخارج، لم يبتعدوا عن نظرائهم من حيث الأيديولوجيا، فكلا الطرفين ينظران إلى المبتعث على أنه بلا عقل، فهذا الطالب يدرك ما هو، ويدرك حقيقة دينه، وهو ليس شخصا يعيش في مجاهل دول لم تعرف الحضارة، ليصبح بلا دين، يرهقه الفقر، فيتحول مع رؤية حفنة من الدولارات. هناك - دائما - جهد يُبذل لأغراض دعائية، فالأهداف - أحيانا - من الصعب تحقيقها، لهذا يكون الحضور الدعائي عزاءً في هذه الحالات، ومنها حالة المبتعثين السعوديين، كما يوجد مَنْ يحاول أن يهوِّل الأمور لعل الدولة تحت هذا الترهيب الدعائي توقف برنامج الابتعاث أو تخفف منه على أقل تقدير. وفي النهاية، فإن الخاسر هو الوطن، الذي ينتظر أن يجني ثمار هذا البرنامج الطموح، فيما لا مستفيد إلا المتطرف، سواء كان في الداخل أو الخارج، فهو لا يريد للمملكة أن تستثمر في طلابها، وأن تواكب الدول المتقدمة، وكلٌ له أهدافه.