استعان القائمون على إحدى الفعاليات الدينية بنجوم الكرة في المنطقة الغربية لتشجيع الشباب على الحضور للفعالية التي أقيمت داخل أحد المجمعات التجارية بجدة، وجاءت مشاركة لاعبي نادي الاتحاد الدوليين سعود كريري وصالح الصقري، ضمن فعاليات حملة ركاز لتعزيز الأخلاق التي أقيمت تحت بعنوان «تقديرا لذاتي أعلنت احترامي». وتفاعلت جماهير الاتحاد التي حضرت مبكرا بعد سماعها نبأ قدوم لاعبي النادي إلى الفعالية الدينية، وأشار أحد الحضور وهو مشجع اتحادي «كنت أتوقع أن اللاعبين لا يساهمون في مثل هذه الفعاليات، خصوصا الدينية، إلا أنني فوجئت بحضورهما إلى الحملة والمشاركة فيها، وهذا ينبئ عن وعي حضاري عند لاعبي كرة القدم». مشيرا إلى أن مشاركة أي لاعب ضمن هذه الفعاليات تفرض على جمهور النادي احترامه بنطاق أوسع حتى عند مشجعي الأندية الأخرى. وابتدأت الفعالية بزفة حجازية قدمها الجسيس أنس أبو الخير فور وصول الداعية الكويتي الدكتور محمد العوضي، منذ دخوله إلى السوق التجارية وحتى وصوله إلى خشبة المسرح. ولم تكن المحاضرة التي قدمها توجيهية، إنما تخللتها فواصل إنشادية كثيرة وموالات عن الحبيب المصطفى استحسنها الجمهور، كما كانت فقرة اللاعبين إحدى هذه الفواصل، حيث صعد سعود كريري إلى خشبة المسرح للحديث عن معنى التنافس الشريف داخل المستطيل الأخضر، مؤكدا أن كل لاعب كرة قدم لو احترم ذاته قبل كل شيء، سيحترم الآخرين أثناء المباراة. وأشار كريري إلى موقف حصل معه يؤكد الاحترام للنفس البشرية، وذلك عندما سقط لاعب الهلال السويدي ويلهامسون على أرضية الملعب وكانت الكرة في حوزة لاعبي الاتحاد التي لو استغلوها لكانت فرصة لهم للحصول على هدف مؤكد، غير أن كريري لم تسمح له نفسه باستغلال هذه الفرصة ليخرج الكرة خارج الملعب ومتابعة حالة ويلهامسون. من ناحيته، أكد الدولي صالح الصقري أن نادي الاتحاد زرع فيهم احترام الذات والمقابل، مضيفا «لا يمكن اعتبار الفريق المقابل خصما إذ إننا بهذه الطريقة سنحول المباراة إلى معركة حامية الوطيس. كما وجه الدكتور العوضي رسائل مهمة إلى اللاعبين أثناء ممارسة هذه اللعبة، وقال «الرياضة جاءت في الأساس لتخلق روحا جماعية تتنافس بالطريقة الصحيحة، لا أن تتحول هذه المنافسة إلى معارك. كما أن الإنسان بطبيعته له روح صراعية تحب ذلك، فلا بد من توجيه هذا الصراع ليكون صراعا راقيا». وحذر العوضي من تحول رياضة كرة القدم عن مقصدها الأساسي، مؤكدا أن كرة القدم تحولت أخيرا لتصبح فرص اقتصادية لكثير من شركات الإعلانات إضافة إلى بيع وشراء لاعبين وعقود شراكات حولتها عن هدفها الأساسي الذي أقيمت من أجله. كما استغل كثير من الجمهور الرياضي تواجد لاعبي نادي الاتحاد لالتقاط صور تذكارية معهما، منشغلين تماما عن المحاضرة، وأوضح أحد الشباب، مشجع نصراوي، أن الجماهير تتمنى أن تحظى بمثل هذه الصور التذكارية مع نجوم كرة القدم أو غيرهم، وقال «صحيح أنني مشجع نصراوي، غير أن التقاط صورة تذكارية مع أي لاعب خلوق ضمن الأندية السعودية يعد مفخرة» .