تتواصل المعارك البرية والجوية بين كر وفر حيث استعادت قوات العقيد معمر القذافي، أمس، السيطرة على البريقة، وذلك بعد ساعات من سيطرتها على رأس لانوف وإرغامها الثوار على التراجع شرقا، بعدما كانوا تقدموا غربا ووصلوا إلى مشارف سرت مسقط رأس القذافي. وأثارت قضية تسليح المعارضة الليبية جدلا واسعا منذ أن تحدثت عنها علانية أمريكا وفرنسا، العضوان الرئيسان في التحالف الدولي، وذلك لإجبار نظام القذافي على «الرحيل». أثبتت استعادة النظام الليبي لبعض المواقع أن قوات القذافي تتقدم بسرعة كبيرة نحو شرق البلاد حيث معقل المتمردين.. وذلك بعد أن اعتمدت في تقدمها على السيارات المدنية والشاحنات المتوسطة الحجم، مما يصعب على القوات المعارضة المسلحة والقوات الدولية التمييز بين المجموعات المسلحة المتنازعة. واختفت الآليات العسكرية الثقيلة أو المدرعات التي كانت في السابق هدفا لغارات مركزة من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية. ويحاول المعارضون الحفاظ على مواقعهم الأمامية بعد أن استطاعت قوات القذافي استعادة عدة مدن ساحلية. وأفادت تقارير من مدينة مصراتة غرب ليبيا أن قوات المعارضة تتعرض لهجوم شديد تشنه قوات القذافي. واستهدفت غارة جوية قوات القذافي غرب إجدابيا. وقصفت قوات القذافي مجددا مصراتة، ثالث أكبر المدن في ليبيا، التي تبعد 210 كلم شرق العاصمة، بالمدفعية والصواريخ، وذلك غداة هجوم أسفر عن 18 قتيلا بحسب مصادر محلية. وكان نظام القذافي أشار إلى أنه وضع حدا لهجومه على الثوار في مصراتة حيث أعيد فرض النظام، بحسب وزارة الخارجية الليبية دون أن تحدد بوضوح ما إذا كانت القوات الموالية استعادت السيطرة على المدينة. وفي مقابلات مع شبكات التلفزة الأمريكية قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الزعيم الليبي تم إضعافه على نحو كبير وإنه سيتنحى في النهاية. وأضاف أوباما أن القذافي لا يسيطر في الوقت الراهن على معظم أرجاء بلاده مضيفا أنه لا يستبعد تقديم المساعدة العسكرية للمناوئين للقذافي. وأوضح «العملية العسكرية التي انطلقت ضد النظام الليبي جعلت القذافي في موقع الدفاع». وبالإضافة إلى فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين، توجد لدينا وسائل سياسية ودبلوماسية وعقوبات وتجميد ودائعه إضافة إلى عناصر ستواصل تضييق الخناق على النظام. وحذر الرئيس الأمريكي من حدوث تدخل مباشر في ليبيا للإطاحة بنظام القذافي مذكرا ب «الخطأ» الجسيم في الأرواح والميزانية الذي تسبب به غزو العراق عام 2003 للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. من جهة أخرى، ثار الجدل بشأن قضية تسليح المعارضة الليبية، فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن حكومته لا تستبعد الفكرة لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا في هذا الشأن. وفي المقابل صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن قرار مجلس الأمن الدولى لا يخول الدول الكبرى بتسليح المعارضين. كما أعلن متحدث باسم الخارجية الإيطالية رفض بلاده إرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة. ولم تستبعد الحكومة الفرنسية تسليح المعارضين، وقال رئيس الوزراء آلان جوبيه في مؤتمر لندن أمس الأول إن فرنسا مستعدة لمناقشة الأمر. وأعلنت الحكومة الألمانية أن التسليح مسألة غير مطروحة بالنسبة لها الآن. واستبعدت النرويج الفكرة. وكانت فكرة تسليح الثوار الليبيين، الذين يعانون من نقص في العتاد والتدريب والتنظيم لإرغام نظام القذافي على «الرحيل»، تحدثت عنها علانية أمريكا وفرنسا، العضوان الرئيسان في التحالف الدولي