تلك الخلوة التي تسكن الروح أحيانا، وذلك الفضاء الذي تتردد فيه خواطرنا، والصمت الذي لا يشتته مثل الحركة. تمر بي هذه الحالة الغريبة فأسلم لها نفسي كما أسلمها إلى شهوة. وأبقى في محيط قدرتها أن تنجلي رويدا رويدا. ما دام آمن الكاتب بالكتابة لتفرغ عنهم مكنوناتهم وتخلد بهم إلى الراحة. هل الأمر حقا هكذا؟. وهل الكتابة تأخذ من الروح ضياعها؟ في حراج الكتب وجدت مئات الكتب القديمة التي لم يشترها أحد ويبيعها الحراج بأسعار مجانية. كتابان بثلاثة ريالات. لماذا لم تقرأ هذه الكتب؟ هل ما هو مكتوب يزيح تلك الخلوة وذلك الضياع للقارئ. أم انه حالة شعورية خاصة بالكاتب لم يشرك القارئ بها؟ الكتابة الشعورية والوجدانية يجب أن تصل للفراغ المعني لدى القارئ. أحيانا تقرع في رأسي كلمات فأبحث عنها قبل أن اكتبها. وكثيرا ما وجدت ان ما أردت ان اكتبه قد كتبه قبلي آخرون.. خاصة في الكتابة الشعورية الوجدانية. ولذا تنتهي مهمتي ككاتب هنا وأتحول لقارئ لأني وجدت النص الذي ملء الفراغ في. ومثال هذا.. وردت في ذهني حروف اني لم أعد أعبأ بالكلام وما يقال، وصغت حروفي «لم يبق هنا ما يقال».. أو «لم أعد أعبأ بالكلام..». وحين بحثت وجدت أجمل مما أردت أن اعبر عنه وجدت هذه الحروف لفاروق جويدة: «ما عدت أعبأ بالكلام / فالناس تعرف ما يقال / كل الذي عندي كلام لا يقال». مدونة وردة النسيم http://rosebreeze.blogspot.com/