في كل عام نسمع عن التجديد والتطوير في الدراما السعودية، خصوصا ما يعرض على شاشة التليفزيون السعودي، وتأتي تصريحات المسؤولين بأنه لن يتم اختيار إلا الأفضل من بين جميع ما تقدم به المنتجون والفنانون، إلا أننا نفاجأ بأعمال عادية تميل إلى التهريج أكثر لا ترتقي إلى طموحنا كمشاهدين والأدلة على كلامي هذا واضحة من خلال عدد من الأعمال التي قدمت في السنوات الأخيرة، وأرى أن تليفزيوننا افتقد الكثير من بريقه من خروج مسلسل «طاش ما طاش» منه وحاولوا مرارا وتكرارا أن يكون البديل جاهزا إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل ولم تصل الأعمال التي قدمت إلى مستوى طاش فأصبح هناك تخبطات عدة وتغييرات بشكل سنوي إلا أنه مع كل تغيير لا جديد فيما يقدم من أعمال علاوة على تركيز التليفزيون على الأعمال الكوميدية فقط، وأغلبها يقع في مطب التهريج، وأعتقد أن السبب الرئيسي في هذا الموضوع يعود إلى المجاملة والمحاباة لبعض الأسماء سواء كان ذلك من المنتجين أم من الممثلين، فمن غير المعقول أن نشاهد عملا لم يحالفه النجاح وشهد جملة من الأخطاء المتكررة في كل عام ونصر على تعميده، فلماذا لا نعطي الفرصة لأسماء جديدة شرط أن تكون هذه الأسماء على قدر من الخبرة الكافية في الإنتاج وفي تقديم الجيد بغض النظر عن الأسماء ومن ثم يكون هناك آلية لهذه الأعمال من قبل أن يتم طرحها وتكون اللجنة القائمة على اختيار النصوص المتعمدة على دراية كاملة بحيثيات الإنتاج والأعمال الدرامية، كما ينبغي التنويع فيها ولا يكون جميعها كوميديا، فمن ضمن خمسة أعمال لا ضير أن يكون هناك عملان كوميديان والباقي يهتم بالقضايا الاجتماعية بشكل تراجيدي بالإضافة إلى مسلسل للأطفال كما كان يعمل بها في السابق وجذبت المشاهدين لها، التطور من المفترض أن يكون في الفكر قبل الأسماء والمناصب حتى نستطيع أن ننافس القنوات الفضائية الأخرى التي سحبت البساط بكل سهولة من التليفزيونات الحكومية، ولا أدري لماذا الإصرار على أن يكون التكثيف الدرامي في شهر رمضان ولماذا لا يكون على مدار العام، وأتمنى كما يتمنى الملايين غيري أن يكون الحضور الدرامي لهذا العام مختلفا بما تحمله الكلمة من معنى وأن يجذبنا التليفزيون بأعمال تجعلنا نترك القنوات الفضائية الأخرى ونترقب عن كثب كل بداية عمل في القناة السعودية الأولى التي أنجبت الكثير من المبدعين على مدى عقود وكان لهم البصمة الواضحة في التحكم في مؤشر الدراما السعودية ومنهم على سبيل المثال الفنانان المبدعان عبدالله السدحان وناصر القصبي، وكانت بدايتهما عن طريق التليفزيون السعودي إلى أن انطلقوا وأصبحوا أشهر فنانين سعوديين في العالم العربي. كلمة أخيرة أود أن أقولها وهي إذا أردنا أن نصبح منافسين خليجيا وعربيا فعلينا أن نعي أن التنافس لا يأتي إلا بالنظر في المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية وبالتالي سنقدم أعمالا كمسلسل طاش إن لم يكن أفضل. محمد السبيعي. الرياض