ظل ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية القاهرة، طوال الأيام العشرة الأخيرة، مركزا لتجمع المحتجين على بقاء الرئيس حسني مبارك في السلطة، حيث وقف شباب ورجال وسيدات يصطحبون أطفالهم معهم من كل الطبقات الاجتماعية مواصلين مطلبهم برحيل مبارك، وأقاموا صلاة الغائب على أرواح قتلى الاحتجاجات، بعد أن تحدوا حظرا للتجول، وتجاوز عددهم المليون في بعض الأحيان. وتحول الميدان إلى ساحة حرب فعلية اقتصر السلاح فيها على الحجارة والقضبان الحديدية وبعض قنابل المولوتوف، فكانت النتيجة مقتل العشرات وإصابة المئات. ويعتبر ميدان التحرير من أكبر ميادين القاهرة، حسب موسوعة ويكيبيديا. وسمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير الاسم في الخمسينيات إلى اسمه الحالي؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار. وهو يحاكي في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر بالعاصمة الفرنسية باريس. وتوجد بالميدان عدة أماكن شهيرة مثل المتحف المصري والجامعة الأمريكية ومجمع المصالح الحكومية ومقر جامعة الدول العربية والقصر القديم لوزارة الخارجية. كما يوجد بالميدان إحدى أكبر محطات مترو القاهرة الكبرى وهي محطة السادات التي تضم الخط الأول والثاني معا. ورغم أن ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة، إلا أنه لا يعد أهمها. إذ يسبقه من حيث الأهمية ميدانا رمسيس والعتبة. وهو من الميادين القليلة ذات التخطيط الجيد الفريد، إذ يتفرع منه وإليه على شكل شعاع عدد ليس بالقليل من أهم شوارع وميادين العاصمة على رأسها شارع القصر العيني، الذي يضم مقرات تسع وزارات مصرية ومجلسي الشعب والشورى.