اهتزت منطقة العاصمة الأمريكيةواشنطن وبعض الولايات المجاورة، أمس الأول، من وقع ضربات عاصفة ثلجية قوية أسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 359 ألف منزل في عدة أحياء عاش ساكنوها في عتمة الظلام الدامس. وأسقطت الريح العاتية أبراج الضغط العالي الكهربائية واقتلعت الأشجار. كما عاش 100 ألف شخص آخرون في محيط واشنطن لياليهم في الظلام، حيث مازال أمام فرق الفنيين الكثير من الإصلاحات. وذكرت صحيفة ال«واشنطن بوست» أنه حدثت حالة من الفوضى أيضا في حركة المرور بسبب انطفاء الإشارات الضوئية وسقوط الأشجار ما أدى لقطع بعض الطرق وخطوط سكة الحديد، كما تسببت الصواعق في اندلاع بعض الحرائق. أفردت ال«واشنطن بوست» مساحة واسعة من صفحاتها لتغطية تداعيات العاصفة الثلجية التي هزت العاصمة والولايات المحيطة بها وتسببت في وفاة شخص واحد على الأقل، وفي انقطاع التيار الكهربائي والغرق في ظلام دامس. وقالت في تقرير أعدته مراسلتها «ماري فلاهيرتي» إن غياب الكهرباء قد يستمر أياما في مئات آلاف المنازل «لأن المنطقة تكافح لاستعادة مكانتها ووضعها الطبيعي بعد تداعيات الكارثة، حيث أغلق الجليد والسيارات المهجورة كافة الطرق، وأصبح الوصول إلى الأماكن المتعطلة مستحيلا». وضرب انقطاع الكهرباء الفقراء والأثرياء على حد سواء. وظل نحو 359 ألفا من عملاء شركات الكهرباء في أنحاء العاصمة دون تيار منذ ال11:00 صباح الأربعاء الماضي، بينما انطلق الفنيون في العمل على استعادة الخدمة. وكشف بعض المسؤولين المحليين وشركة واحدة على الأقل، أن بعض العملاء قد يظلون دون كهرباء حتى نهاية الأسبوع. ورفض متحدثون باسم بعض المرافق بولاية فرجينيا إعطاء أي تقديرات لأنهم مشغولون بجمع المعلومات اللازمة لمعالجة انقطاع التيار. وأكد المسؤولون في مقاطعة مونتجمري، حيث يوجد أكثر من 118 ألفا من زبائن إحدى الشركات دون كهرباء، أن انقطاع التيار قد يمتد لبضعة أيام. وأعلنت شركة أخرى أن عملاءها في مقاطعة بلتيمور هم الأكثر تضررا، ويمكن أن يظلوا دون كهرباء لفترة طويلة أيضا. لقد تسبب الجليد المتساقط والرياح العاصفة التي وصلت إلى 35 ميلا في الساعة، الأربعاء الماضي، في انقطاع التيار الكهربائي عن السكان وأعاقت استخدام الشاحنات لإجراء إصلاحات. وبذلت الأطقم الفنية جهودا كبيرة كي تتفادى الاختناقات المرورية لتصل إلى مناطق الأعطال وإعادة الخدمة للمتضررين. واضطر البعض منها إلى تغيير وجهتها والذهاب إلى مناطق أخرى لهذا السبب. والطريف أن شركات الكهرباء وجدت الشماعة التي تعلق عليها التأخير في إعادة التيار المقطوع والتي تتمثل في أن المشكلة هي «مشكلة المرور بسبب عجز الشرطة تنظيم حركة السير. لم يكن لدينا قط هذا النوع من المشكلات مع الشوارع من قبل». وكشف مسؤولون أنه إضافة إلى المنازل وانقطاع التيار، تتأثر بعض إشارات المرور من الأزمة. وبذلت شركات المرافق العامة في ولايات ميريلاند وفرجينيا جهودا مماثلة، حيث ما زال عشرات الآلاف من الناس دون كهرباء في جميع أنحاء المنطقة. «لدينا نحو ألفي عامل يشاركون في جهود الإصلاح، بما في ذلك فرق من شرق ووسط ولاية فرجينيا وكارولينا الشمالية يقدمون المساعدة في شمال ولاية فرجينيا»، حسب نائب رئيس عمليات التوزيع الكهربائية رودني بليفنز .