إذا كان مديرك في العمل متقلب المزاج فأنت بلا شك موظف غير محظوظ البتة! فالتعامل مع مدير من هذا النوع يستلزم الكثير من الذكاء والدهاء والفطنة والفراسة، إلى آخر مواصفات «إياس بن معاوية»! في تلك الظروف ستصبح مجبرا على جس نبض سعادته في كل صباح حتى تعرف بأي «كتالوج» تتعامل معه بقية يومك ذاك! ففي المرات القليلة التي سيصبحكم فيها بمزاج جيد لا يوازيه فيه أحد فيمزح مع هذا و «ينكت» على ذاك ويستظرف بإلقاء النكت التي سمعتها للمرة الألف من جدك رحمه الله, فليس لك إلا أن تفتح فمك لأقصى اتساع ممكن ثم تظهر له كل أسنانك إن استطعت! ولأن ذلك اليوم سيكون «عرضا خاصا» فستلاحظ ببساطة أن زملاءك القدامى الذين يلعبون بعامل الخبرة يتسابقون بأوراقهم المتعثرة للحصول على توقيع سعادة مزاجه! أما إن كانت نتيجة «جس النبض» الصباحية تدل على مزاج «عكر» كأن يرسب أحد أبنائه مثلا.. أو أن يحل عليه موعد تسديد دفعة لصندوق النقد العقاري! فلا يجب أن تستغرب إن هو قرر عقد أربعة اجتماعات في ذلك اليوم كنوع من التنفيس عن نفسه فيتهم الجميع بالإهمال وعدم المبالاة والتقصير في أداء الواجب الوظيفي، بل سيصدر قرارا بإيقاع أشد العقوبات على أحد زملائك المنضبطين لأنه غاب يوما واحدا قبل ثلاثة أشهر! في مثل ذلك المزاج يوصى بعدم التفاوض معه في أمور العمل لأن ذلك سيعد نوعا من العصيان الوظيفي غير المعلن.. فهو بحسب قوله الأكثر فهما في النظام، ليس النظام فقط، بل في الإدارة والقانون والقنص والطبخ والكشتات، وفي أسعار الأراضي ومواد البناء! ولأنه في النهاية «مديرك» وسيظل «مديرك» ولاتقاء شر مزاجه، فلم يعد لك إلا أن تدعو الله أن يوفق جميع أبنائه، وأن ييسر أموره المالية، وأن يرضي عنه زوجته! ولم يعد لباقي زملائك الموظفين إلا أن يرددوا من بعدك «اللهم آمين» «اللهم آمين»!