نجوم سابقون سطروا أروع الفنون على المستطيل الأخضر وارتدوا قمصان أقوى الأندية وشرفوا الوطن خير تشريف في المحافل الدولية خطفوا الأضواء ولاحقتهم العروض وحصدوا الملايين إلا أنهم وبعد هذا كله غادروا الوسط الرياضي بعد أعوام العطاء صفر اليدين بل البعض منهم أخذ يتحدث بأعلى صوته عبر الإعلام المقروءة والمسموعة طالبا المساعدة وتقديم يد العون. أسماء كبيرة وكثيرة ظهرت في حالة يرثى لها دون معرفة أين ذهبت أموالهم. «شمس» واجهت العديد من الشخصيات الرياضية للسؤال عن نجوم الماضي وسبب تدهور الحال عقب عيشة الرخاء وهل يسير نجوم الحاضر على خطى الماضي وهل إدارات الأندية تتحمل جزءا من هفوات هؤلاء النجوم وما الحلول المناسبة للقضاء على ظاهرة ضياع أموال اللاعبين وهل استخدام القوة في تأمين المستقبل حق مشروع أم فكرة في حاجة إلى الدراسة؟. ضمان اجتماعي الأمير ممدوح بن عبدالرحمن عضو شرف نادي النصر ورئيسه السابق بدأ الحديث بامتداح نجوم الكرة السابقين، مؤكدا أنهم قدموا الشيء الكثير لوطنهم وأنديتهم وأبدى عدم معرفته بالأسباب الحقيقية وراء إضاعة النجوم فرصة من المستحيل تكرارها وفقدان ملايين الريالات التي حصلوا عليها طوال مشوارهم الرياضي سواء مع أنديتهم أو المنتخبات بجميع درجاتها: « الأندية ليست ضمانا اجتماعيا لكل لاعب لا يؤمن نفسه أو كل من ظهر عبر الإعلام يذرف الدموع ويطالب بالوقفة ونحن لسنا بمجبرين على ذلك، فمثل ما قدم للكرة السعودية قدمت له الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية ضعف ما قدم وبصراحة كم أتمنى أن يكون هناك حلقة وصل بين رعاية الشباب والتأمينات الاجتماعية والصحية لعمل اتفاقية تفيد اللاعبين في حالة اعتزالهم بدلا من الظهور عبر الإعلام وطلب المساعدة». وعن سؤاله هل يسير اللاعبون الحاليون على خطى نجوم الماضي؟ وأين دور إدارات الأندية وأعضاء الشرف من خلال توجيه اللاعب لتأمين مستقبله؟ أجاب: « أنصح مثل هؤلاء من نجوم الحاضر بأن يحفظوا قرشهم الأبيض لليوم الأسود، فالحياة محفوفة بالمخاطر والفرصة لا تعود وعليهم أن يستثمروا مقدمات العقود قدر المستطاع وأنا كرئيس نادٍ أو كعضو شرف لا يحق لي إجبار اللاعب على أمر لا يريده، فتأمين المستقبل أمر يخصه وأنا أذكر ذلك فقد قمت سابقا مع الرمز الراحل رحمه الله بالحديث مع اللاعب علي يزيد ووعدناه عندما يعود لمستواه سنؤمن له المسكن ولكنه لم يفِ بوعده ولم يعد لمستواه المعهود». أمر غريب فيما تحسر فيصل الشهيل رئيس نادي النهضة على ما يشاهده من معاناة نجوم الماضي الذين يعيشون وضعا ماديا صعبا وخص بحديثه النجوم الذين تلاحقوا زمن المادة وظفروا بشيء منها: « بصراحة شيء غريب وعجيب في الوقت نفسه نجوم كبار وقادة لمنتخباتهم الوطنية ولأنديتهم معروف عنهم حسن الأخلاق تذهب أموالهم أدراج الرياح ويعيش البعض منهم على بساط الفقر ولكن ما نقول إلا كان الله في عونهم». وعن نجوم الحاضر ممن حظوا بمقدمات العقود هل يسيرون على خطى نجوم الماضي؟ أجاب: « كرئيس نادٍ وكعضو شرف أخشى على اللاعبين الشباب من تلك الدائرة، فالبعض لا هم له سوى السيارة الفاخرة والسفريات للدول العديدة بينما تأمين المستقبل يكون آخر المطاف، ولكن بقدر المستطاع نقدم النصيحة لمثل هؤلاء اللاعبين، فالحمد لله على سبيل المثال عبدالله الزوري لاعب الهلال ونادي النهضة سابقا أخذ بالنصيحة وأمن مستقبله والبعض لا يستجيب، وفيما يخص فكرة تأمين المستقبل بشكل إجباري بأي طريقة كانت فكرة رائعة من قبل «شمس» وأتمني أن تجد النور وتكون تحت الدراسة من قِبل الجهات المختصة ونحن لا نريد ضحايا جددا من النجوم في المستقبل». عقليات متفاوتة ويرى حمد الصنيع مدير فريق الاتحاد الأول لكرة القدم أن العقليات المتفاوتة هي سبب في تخبطات البعض من اللاعبين ماديا حيث ثقافة اللاعب ونضجه وعقلانيته تختلف من شخص إلى آخر مثل أي موظف، مشيرا إلى أن هناك من يستلم رواتب ضخمة ولا يستطيع تأمين مستقبله والعكس صحيح، ومن ناحية التدخل الإداري لتوجيه اللاعب إلى تأمين مستقبله: « أنا من الأشخاص الذين يحبون أن تكون علاقتهم مع اللاعبين في مثل هذه الأمور رسمية حتى لا ندخل في متاهات نحن في غنى عنها فكل شخص له عقليته، ومن الطبيعي أن تفسر أحاديثنا في مثل هذه الأمور مع اللاعبين بطرق مختلفة وملتوية، فالنصيحة الخفيفة من خلال التذكير بغدر الدنيا والزمن والتذكير بما حدث لنجوم سابقين من جميع الاتجاهات وليست المادة فقط أمرا كافيا». سيارة البيشي وحمل حمد الدبيخي أحد نجوم الكرة السعودية ونادي الاتفاق في حقبة الثمانينيات نجوم الماضي ما يحدث لهم من أزمات مادية متتابعة وخص بالذكر الذين حصلوا على الملايين في الماضي: « عندما تحمد الله على النعمة التي يمن بها عليك وتقدرها من المؤكد لن يكون مصيرك على هذا الحال، وللأسف الغالبية العظمى من اللاعبين السابقين لم يحمدوا الله على هذه النعمة وصرفوها كيفما شاءوا، وهذه هي النتيجة بكاء وترحم عبر الإعلام المقروء والمسموع، وللأسف البعض يعتب على رؤساء الأندية وأعضاء شرفها وكأنه من الواجب عليهم الوقوف معه على الرغم من علمه بأن الإدارات السابقة لم تقصر معه وأعطته حقوقه وهو من المفترض أن يحاسب نفسه ويعتب عليها قبل أن يعتب على الآخرين وأقولها نصيحة بالفم المليان لنجوم الحاضر دعوا عنكم مظاهر الدنيا وسارعوا لتأمين مستقبلكم فمن يصفق لكم اليوم سيتحاشى مقابلتكم في المستقبل»، وأضاف: «يجب أن يتذكر اللاعب أنه كان في الماضي يمد يده لأخذ المصروف من والده ويجب ألا يدع الزمن يجبره على مد يده لأخذ المصروف من أهل الخير». مشيرا إلى أنه لا يرى أنه من حق إدارة النادي أو أعضاء الشرف التدخل في شؤون اللاعب المادية: « أرى أن تقدم للاعب النصيحة في حدود المعقول، فأنا أذكر ذات يوم قدم إلي الحارس ظافر البيشي طالبا مني سيارة حتى يحضر إلى النادي للتدريبات وعندما سألته عن أموال انتقاله للهلال والمكافآت المالية التي حصل عليها من الهلال عندما حققوا ما يقارب الخمس بطولات وهو كان من ضمنهم أقفل الحديث وكأن شيئا لم يحدث». كارثة المنزل أما سعود كريري نجم الكرة السعودية وفريق الاتحاد وأحد الحاصلين على مقدمات عقود جيدة والذين عملوا على تأمين مستقبلهم فقد رفض في البداية الحديث عن نجوم الماضي: «هؤلاء نجوم كبار خدموا الكرة السعودية وأنديتهم وقدموا الغالي والنفيس ولا علم لي ماذا حدث لهم وأدى إلى تدهور مادي ولكن ما أقول إلا فرج الله كربتهم» وحول نجوم الحاضر أوضح: « أستغرب من البعض عندما يفكر في ركوب السيارة الفاخرة قبل شراء المنزل، فهذا خطأ فادح، ومن المؤكد سيدفع ثمنه في المستقبل، فشراء سيارة على سبيل المثال ب500 ألف ريال وأنا لا أملك المنزل بمثابة الكارثة، ويجب على اللاعب أن يتدارك الأمر قبل فوات الأوان»، موضحا أنه كثيرا ما يقوم بنصيحة زملائه وقدر استطاعته قبل حدوث ما لا يحمد عقباه. الضغوط ليست مفيدة الكاتب والناقد الرياضي عادل الملحم يرى أن الحديث في الماضي لا جدوى منه: «هولاء نجوم قدموا وذهبوا وهذه سنة الحياة فمنهم من أمن مستقبله وودع الوسط الرياضي بكل هدوء ومنهم من أضاع الفرص ويسعى جاهدا للحصول على وقفات أهل الخير من المنتمين للوسط الرياضي من رؤساء أندية وأعضاء شرف، فظهوره الإعلامي راجع له ووقفة المسؤولين الرياضيين ليست إجبارية فكل إنسان وحسب فكره وتوجهاته». وبين أنه من الصعب الضغط على اللاعبين الحاليين بشكل مستمر سواء من إدارات الأندية أو أعضاء شرفها أو حتى الكتاب والناقدين الرياضيين لأنه في النهاية إنسان يملك عقلانية وهو من يحق له اتخاذ القرار سواء بالإيجاب أو السلب .