شهد 29 اتفاقية تنموية.. 50 مليار ريال فرصاً استثمارية بمنتدى الأحساء    تسجيل 74 ألف قطعة عقارية في المدينة والقطيف    تتصدرها التجارة الإلكترونية.. السعودية تقود الاستثمار الجريء إقليمياً    "العريفي" تشارك في اجتماع تنفيذي اللجان الأولمبية الخليجية في الكويت    موجة برد صفرية في السعودية.. «سعد بلع» يظهر نهاية الشتاء    أسرتا المحمادي والعسيري يحتفلون بزفاف إلياس    القبض على مقيم لسطوه على منازل وسلب مصوغات ذهبية    بحضور نخبة من المثقفين والإعلاميين.. أمسية فنية تراثية عراقية في جدة    صراع الهبوط يجمع الأخدود بالفتح.. وضمك ينتظر العروبة    السعودية تستضيف النسخة ال 27 لبطولة مجلس التعاون الخليجي للجولف في جدة    "غينيس" توثق أكبر عرضة سعودية احتفاء بذكرى يوم التأسيس في قصر الحكم    الجامعة العربية: محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه مرفوضة    مسيرات الحب في ذكرى يوم التأسيس    يوم التأسيس.. يوم التأكيد    عجيان البانهوف    بنزيما: كسبنا الهلال بدعم الجماهير    أنشيلوتي يتغنى بسحر مودريتش    مدرب الفتح: سنواصل الانتصارات    من فينا المبتكر؟    تعزيز وترسيخ    88% نموا بالتسهيلات الممنوحة للشركات    «غينيس» توثق أكبر عرضة سعودية احتفاء بذكرى «يوم التأسيس» في قصر الحكم    برعاية الملك منتدى دولي لاستكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية    أمير الرياض يرعى احتفال الهيئة الملكية والإمارة بذكرى «يوم التأسيس»    الدار أسسها كريم ٍ ومحمود    الاتحاد على عرش الصدارة    رئيس "سدايا": يوم التأسيس .. اعتزاز ممتد على مدى ثلاثة قرون من الأمجاد والنماء    لماذا يحتفل السعوديون بيوم التأسيس ؟    فيلم رعب في بروكسل    مصر مش بس حلوة هي كلها حاجة حلوة !    دولة التنمية ودول «البيان رقم 1»    واشنطن تقترح «نهاية سريعة» لحرب أوكرانيا    ماذا يعني هبوط أحُد والأنصار ؟    وزارة الداخلية تختتم مبادرة "مكان التاريخ" احتفاءً بيوم التأسيس في المركز الأمني التاريخي بالجبيلة    محمد بن زقر في ذمة الله !    «الثقافة» تختتم حفلات يوم التأسيس ب «ليلة السمر» مع رابح صقر في أجواء استثنائية    الأمر بالمعروف في جازان تحتفي "بيوم التأسيس" وتنشر عددًا من المحتويات التوعوية    أطماع إسرائيلة مستمرة ومساع لتدمير فلسطين    أمير الرياض يعزّي في وفاة الأميرة العنود بنت محمد    تركيب اللوحات الدلالية للأئمة والملوك على 15 ميدانا بالرياض    إحباط تهريب 525 كجم من القات    هيئة الهلال الأحمر بنجران ‏تشارك في احتفالات يوم التأسيس 2025    فرع "هيئة الأمر بالمعروف" بنجران يشارك في الاحتفاء بيوم التأسيس    حملة توعوية عن "الفايبروميالجيا"    آل برناوي يحتفلون بزواج إدريس    برعاية مفوض إفتاء جازان "ميديا" يوقع عقد شراكة مجتمعية مع إفتاء جازان    وادي الدواسر تحتفي ب "يوم التأسيس"    برعاية ودعم المملكة.. اختتام فعاليات مسابقة جائزة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم في نسختها 33    بنهج التأسيس وطموح المستقبل.. تجمع الرياض الصحي الأول يجسد نموذج الرعاية الصحية السعودي    علماء صينيون يثيرون القلق: فايروس جديد في الخفافيش !    لا إعلان للمنتجات الغذائية في وسائل الإعلام إلا بموافقة «الغذاء والدواء»    انتهاء المرحلة الأولى بتسليم 4 جثامين مقابل "محررين".. الخميس.. عملية تبادل سابعة لأسرى فلسطينيين ومحتجزين إسرائيليين    لا "دولار" ولا "يورو".." الريال" جاي دورو    تمنت للسعودية دوام التقدم والازدهار.. القيادة الكويتية: نعتز برسوخ العلاقات الأخوية والمواقف التاريخية المشتركة    ضبط وافدين استغلا 8 أطفال في التسول بالرياض    مشروبات «الدايت» تشكل خطراً على الأوعية    جمعية رعاية الأيتام بضمد تشارك في احتفالات يوم التأسيس    لائحة الأحوال الشخصية تنظم «العضل» و«المهور» ونفقة «المحضون» وغياب الولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فقر إيه.. يا حبيبي!
نشر في شمس يوم 23 - 10 - 2010

ثمة ظاهرة غريبة لا تظهر إلا في دول العالم الثالث، ودولنا العربية على وجه التحديد! ففيها تستطيع أن تجد شخصا موهوبا في كل شيء! تجده تاجرا، خيّالا، قناصا، شاعرا، رساما، كاتبا، مثقفا، مفكرا ومسؤولا كبيرا في الوقت ذاته! ثم بعد كل هذه النعم الظاهرة والباطنة وما خفي أعظم تجده يصوّر نفسه على أنه إنسان بسيط، وربما زعم أنه فقير.!
في الصيف، وعند الساعة الواحدة ظهرا، كانت درجة الحرارة تناهز ال«50» درجة مئوية، وكنت أقف أمام إحدى الإشارات المرورية أنتظر اخضرارها بفارغ الصبر ونفحات «المكيف» الرقراقة تداعبني، عندها كانت تطرق نافذة السيارة سيدة مسنة، وكانت تطلب الحديث معي، فقلت لها من خلف الزجاج «على الله». والتفت أمامي! فطرقت الزجاج ثانية وطلبت الحديث معي مرة أخرى، عندها فتحت النافذة، فبادرتني بهذا الطلب المفجع «أريد ماء»، وكانت تشير بأناملها المتصدعة إلى قارورة ماء كانت مرمية في سيارتي، فأخبرتها بأنها ساخنة جدا وقد أبرحتها أشعة الشمس ضربا أياما عديدة! فقالت «أعطني الماء».
وفي الصيدلية تم القبض على مواطن متلبسا بالسرقة، ولكن سرقة ماذا؟ كان يسرق «حليب أطفال»! ترى، أين يكمن الألم الحقيقي؟ عندما تشاهد أطفالك يصرخون جوعا وتتقاطر دموعهم وأنت لا تملك ما تسد به رمقهم؟ أم عندما تهرع إلى صيدلية لتسرق منها حليبا لأطفالك فيتم القبض عليك وإهانتك وتصويرك وفضحك على رؤوس الأشهاد؟ أم عندما تمد يدك إلى المجتمع والجمعيات الخيرية والدولة والمسؤولين على شاشات التلفاز لتطلب منهم أن يتصدقوا عليك ولو ب«لحم حمار» لتطبخه لثلة من الأيتام والفقراء الذين ينامون في الصيف الساخن بلا «مكيف» ولا ماء ولا كهرباء ولا حتى «لحم حمار».
كانت تقفز إلى ذهني كثيرا قصة عُمَر والمرأة الفقيرة التي أوهمت أطفالها الجياع بأنها تطبخ لهم العشاء ليناموا على وقع الوهم! وكان يؤلمني كثيرا كيف تردت بنا الأحوال بين موقف عمر رضي الله عنه مع المرأة الفقيرة، والفقراء الذين يجوبون شوارعنا صباح مساء وقليلا ما نلتفت إليهم، يسرقون حليبا للأطفال، أو يشربون ماء ملتهبا تحت أشعة الشمس الحارقة! أو يحلمون حتى ب «لحم حمار»، وأولئك التجار الموهوبون الذين تتكدس في أرصدتهم الملايين ثم يزعمون أنهم فقراء!
هل في هذا ما يفضي حقا إلى نتيجة قاسية؟ إن معظم هؤلاء المترفين لا يعرفون شيئا عن الفقر سوى اسمه! لا يعرفون كيف يهين الفقر أصحابه! كيف يكسر أنفسهم، وكيف تتحطم على صخرته آمالهم وأحلاهم! وكيف تهدر كرامة شيخ جليل، وتتناثر دموعه وهو يستجدي لقمة يضعها في فم أطفاله! وكيف بعد كل هذا يأتي من يحسد الفقراء على أخص خصوصياتهم وهي آلام الفقر ليتاجر بها زورا ويزعم بأنه فقير! أكاد أجزم لو أن «الست» سمعت بهؤلاء لكانت تغني على أنغام العدم المأساوية وترف الأحلام المخملية، كلمات ليست كالكلمات:
«فقر إيه اللي انت جاي تئول عليه؟ / إنت عارف قبله معنى الفقر إيه؟ إنت فين والفقر فين؟»
منتديات الساخر:
منصور القحطاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.