بدا أمرا عاديا أن يلجأ طبيب مستوصف النصائف شمال الطائف إلى ذوي أي مريض أحس بتدهور حالته الصحية بأن يسرعوا، ريثما يفرغ من كتابة طلب التحويل، بالبحث عن بضعة شباب من مفتولي العضلات لتولي مهمة دفع سيارة الإسعاف المتهالكة حتى تؤدي مهمتها بنقل المريض إلى مستشفيات المحافظة التي تبعد عن القرية 300 كيلومتر رغم أن تكلفة علاج المشكلة لا يتجاوز توفير سيارة جديدة أو ثمن بطارية جديدة للإسعاف القديم. وذكر عدد من السكان ل«شمس» أن طريقة إدارة سيارة الإسعاف بطريقة «الدف» دفعت البعض إلى اعتبارها خدمة إنسانية في المقام الأول لذلك تجدهم يلبون فورا نداء سائق السيارة بمساعدته على تشغيلها. وقال صالح العازمي إنه وبعد أن يتم تشغيل السيارة فإن ذوي المرضى يرسلون وراءها سياراتهم الخاصة؛ خشية أي عطل مفاجئ يصيبها خلال الرحلة الطويلة التي تقطعها «طلبنا من الشؤون الصحية بالطائف سيارة إسعاف جديدة بعد أن أوضحنا للمسؤولين ما نتعرض له ولكن دون فائدة، ما دفعنا لطلب شراء بطارية جديدة لا يتجاوز ثمنها 100 ريال احتراما لحقوق المرضى وتفاديا لتعرضهم لمضاعفات خطيرة بسبب هذا الإسعاف المتهالك». وأشار إلى أن «الشؤون الصحية» ذكرت لهم أنهم لن يوفروا إسعافا جديدا إلا بعد سفلتة الطريق الذي يخترق البلدة رغم علمهم بانتهاء أعمال السفلتة قبل أربعة أعوام. وأضاف فهد الروقي أن لجانا متتالية شكلت قبل خمسة أعوام لتخطيط وتعيين موقع لبناء مستوصف النصائف الجديد لكنها اختفت بعد ذلك وتركتهم في مستوصفهم القديم ذي السقف الخشبي «نشعر بالخوف عند صرف أي دواء أوقات هطول الأمطار خشية تعرضها للبلل؛ فأقرب صيدلية حكومية توجد بمستشفى الموية. أما منير العازمي فطالب بتدخل «حقوق الإنسان» لإنهاء معاناتهم مع سيارة الإسعاف والمستوصف، محملين «صحة الطائف» مسؤولية أي أذى يلحق مرضاهم «سيارة الإسعاف تقف على بعد 200 متر عن المستوصف عند أحد المنحدرات حتى تسهل عملية دفعها من الخلف. ودائما ما تجد غطاء المحرك مفتوحا «أما سيارة الإسعاف نفسها فلا توجد بها أنبوبة أكسجين كما أن مقصورتها الخلفية ضيقة وتجعل تمدد المرضى أمرا بالغ الصعوبة». «شمس» حاولت الاتصال بالناطق الرسمي لصحة الطائف سعيد الزهراني إلا أنه اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع