تحولت ظاهرة تأخر الأئمة عن مواعيد الصلوات إلى ظاهرة في عدد من المناطق، الأمر الذي دفع المصلين إلى رفع شكاوى ضدهم إلى وزارة الأوقاف، فيما اضطر آخرون إلى تغيير مساجدهم حتى لا يتعرضوا لمواقف محرجة وبالذات مع المؤذنين الذين يرفضون الإقامة مهما طال الانتظار. وتعليقا على هذه الظاهرة، دعا المستشار القضائي الشيخ صالح اللحيدان أئمة المساجد بتقوى الله وعدم التكليف على المصلين ومراعاة ظروفهم الصحية والحياتية الأخرى، مطالبا فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمكةالمكرمة بمتابعه أئمة المساجد والتصدي لكل من يفرض على المؤذنين عدم إقامة الصلاة إلا بعد حضورهم. وقال اللحيدان إن هذا يثقل على المتواجدين للصلاة ، و«إثمٌ عظيم»، مضيفا أنه إذا مضى الوقت وإمام المسجد لم يحضر فإن الصلاة تقام ويؤم المصلين من هو موافق لشروط إمامتهم. وفشلت محاولات «شمس» للتواصل مع إدارة فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكةالمكرمة وإدارة فرع الأوقاف، وهما الجهتان المسؤولتان عن هذا الموضوع، حيث تم الاتصال بهما دون أن يردا لتوضيح الإجراء الذي يمكن اتخاذه استجابة لشكاوى المصلين. وكان بعض المصلين قد أبدوا تذمرهم في عدد من المساجد من تأخر إقامة الصلاة عن وقتها المتعارف عليه خاصة أن كثيرين يؤجلون التزاماتهم اليومية في شهر رمضان لما بعد انتهائهم من الصلاة. واختار بعض المصلين ترك المساجد التي اعتادوا الصلاة فيها والتوجه إلى مساجد أخرى قالوا إنها تحترم أوقات الفرائض. واتفق كل من راشد الصعبي وعبادي القارحي وأحمد السرواني وسطام الندوي، على أنهم فضلوا أداء صلواتهم بمساجد تبعد عن أحيائهم السكنية ليتمكنوا من أداء فرائضهم في وقت معقول، خلافا لما يحدث بمساجد أحيائهم حيث يحجب فيها المؤذن نفسه عن الإقامة حتى حضور الإمام ولو تجاوز الوقت المتعارف عليه بربع ساعة. ولفت كل من محمد الحاتمي وعدنان عريشي إلى أنهما حاولا أكثر من مرة التحدث مع أولئك الأئمة لكنهم قالوا إن إقامة الصلاة لا بد أن تتم في وجودهم، معللين الإطالة في أوقات الانتظار بأن لكل إمام مسجد عذره. وذكر ياسر الصبحي وعايد الشريف أنهما سبق وتقدما بشكوى لمقر فرع الشؤون الإسلامية عن تعمد إمام مسجد حيهم في التأخر كثيرا عن أوقات الصلوات ما عرض المصلين للحرج. وقالا إن الحل في هذه الحالة يكون بتطوع أحد المصلين للإمامة بالرغم من معارضة المؤذن ومحاولاته منعهم وهو ما أدخلهم في العديد من الاشتباكات معه. ويبرر المؤذن موقفه بأنه مؤتمن بألا يتقدم للإمامة سوى الإمام المعتمد من الأوقاف حتى إن أوشك الفرض على الانقضاء. وشدد المصلون الذين تحدثوا ل «شمس» على أهمية متابعة الشؤون الإسلامية أوضاع المساجد عموما ورصد أداء أئمتها ومؤذنيها وذلك من خلال جولات رقابية مفاجئة تغطي كافة الأحياء .