اختتمت أمس فعاليات صيف الأحساء 2010م «حسانا فله» بعد 30 يوما من البرامج المتنوعة التي جذبت عشرات الآلاف من الزوار من داخل وخارج المملكة، والذين أكدوا على تمييز الفعاليات ومن أبرزها القرية التراثية التي أعادت الحياة للحرف اليدوية المنتشرة في الأحساء وذلك عبر جمعها أكثر من 35 حرفة تحت سقف واحد، كما شكلت ملتقى لكبار السن الذين يستعيدون فيها شيئا من عبق الماضي. ومن بين الحرف التي تزاول في المهرجان «المداد»، حيث يجلس صالح الحميد يمارس حرفته التي كان يعمل بها قبل نحو ستة عقود، فرغم اندثار الطلب عليها بعد أن سادت الحياة العصرية الحديثة، إلا أنه عادت من جديد بعدما أحيتها الجنادرية، ومعها «حسانا فله»، فقد أصبحت «المَدّة» التي يصنعها أغلى من الموكيت الحديث. ويشير الحميد إلى أن مبيعاته تضاعفت أكثر من مرة بعد مشاركته في المهرجانات المحلية وعلى وجه الخصوص في الجنادرية وحسانا فله، فالمتر الواحد من «المَدّة » ب 100 ريال. «أصنع كثيرا من المداد بناء على طلبيات تأتي من الأحساء أو مناطق أخرى». ويستخدم الحميد آلة خشبية بسيطة مكونة من المسدية «ممسك للحبال»، والعيون «نهاية الحبال»، والمرافيع السفلية والعلوية «من جذوع النخل» والحف، الأمرد وغيرها من الأسماء التي تكون آلة صنع المداد. ويجد صالح صعوبة بالغة في الحصول على الأسل لقلته، لكنه يستخرجه من بحيرة الأصفر، ومن مدينة العيون. وأشار متخصصون إلى أن نجاح أمانة الأحساء في التركيز على استقطاب الحرف اليدوية الكثيرة التي تشتهر بها الأحساء في مكان واحد يشكل حدثا مهما ونوعيا سيلمس أثره الجميع على المدى المتوسط والبعيد.