من أجل تأخر لا يذكر كان يمارسه الكائن المظلوم المسمى «عرقوب»، أقام الإعلام في ذلك الوقت حملة شرسة عليه وصلت إلى التشويه بالسمعة والطعن في الأمانة والتحذير من التعامل معه ومع من هو على شاكلته، وبذلك تم تنصيب المدعو «عرقوب» رمزا عربيا أصبح بعد ذلك مثلا أعلى لكل من هو مخلف لوعده! ومع أنني مثلكم تماما لم أقف على حقيقة السيد «عرقوب» التي تجعله يضرب موعدا رسميا مع أخيه ثم بغمضة عين يخلف وعده، فلربما كانت الحالة النفسية ل«عرقوب» وراء ذلك كله، مع أنني لست متأكدا إن كان راتبه كان يقل عن ثلاثة آلاف درهم تنقضي في سداد أقساط البيت والسيارة والأثاث والديون وذلك قبل أن يمتع ناظريه بها! وليحمد الله عرقوب أن وسائل الإعلام لم تكن كما هي عليه اليوم وإلا لوصل أمر فعلته الشنعاء تلك إلى أقصى أصقاع الدنيا برعاية من القنوات الفضائية التي كانت ستتبنى القضية وتنقلها حصريا على شاشاتها لإيصالها إلى أكبر شريحة من البشر، وذلك عندما كان إخلاف المواعيد جرما كافيا لشطب مرتكبها من قائمة الأصدقاء «كان ذلك عندما كان العرب عربا»! أقول هذا الكلام بعد أن تذكرت أنني في عام 1420ه اتصلت بقسم الشكاوى في مكان ما وبعد أن قدمت تفاصيل شكواي وعدني المسؤول بأن مديره الفاضل سوف يتصل بي في أقرب وقت ممكن، ولكم أن تتخيلوا أيها السادة الكرام أن أقرب وقت ممكن لم يحن حتى هذه اللحظة! ليس هذا فقط، فقد استفحلت الظاهرة «العرقوبية» تلك في زمننا هذا مما يجعل السيد «عرقوب» يخرج بريئا مما نسب إليه، حتى إن المواعيد قد قسمت إلى قسمين فموعد عربي ربما يحضر طرفه الآخر بعد فترة تتراوح بين ربع ساعة و3 ساعات إذا كنت محظوظا بصفتك طرفا أول! لأنه في حالات كثيرة من المواعيد العربية لا يحضر الطرف الآخر إطلاقا! وقسم ثان يجدر الحديث عنه في الغد.