لا يزال الجهاز الصيني الذي تتجاوز تكلفته 11 ألف ريال، مهيمنا على مصير آلاف الطلاب الذين خضعوا للاختبارات التحصيلية في عدد من المدارس. ورغم أن الجهاز حسب المواصفات المعلنة دائما وفق المعايير الصينية: «لا يحمل أي نسبة خطأ»، في ظل التأكيد على أن نسبة الصحة تتربع على معدل 100 %، إلا أن الطلاب المهمومين بنتائج عام دراسي كامل لا يعرفون مع من يكونون، مع معلم ربما أخطأت حساباته، أو اجتاحتها معايير شخصية أو مزاجية، فحرمت طالبا من درجات مصيرية، أم مع جهاز من صنع البشر؟. جدة. عبده الأسمري يعترف القائمون على أمر الجهاز والاختبارات التحصيلية أن الإجراء في طور الاختبار، والتجربة تخضع للعديد من التدخلات والمراجعات، لكن العديد من الطلاب وفئة من المعلمين، أعلنوها بصوت واحد: «لا نثق في البضاعة الصينية، المعروفة برداءتها». لكن المصرين على الجهاز الصيني، يعتقدون أنه يوفر الوقت والجهد: «تصحيح مئات الأوراق يتم في دقائق معدودات، ولا مجال للخطأ، كلها مغريات تجعلنا نطبق الفكرة». أما الواقفون في صف فكرة الجهاز ومنهم مدير ثانوية هوازن بمحافظة جدة أحمد جبريل الحقوي، فيرون نجاح التجربة: «من وجهة نظري بوصفي مديرا للمدرسة، فإنني لمست نجاح التجربة على جميع المستويات». لكن طالب الثاني الثانوي عبدالرزاق عطية، وإن بدا متفاعلا مع استحداث الجديد الأسرع، إلا أنه يعتقد أن الهاجس في ورقة الإجابة: «أوراق الإجابات يجب أن تكون على درجة كبيرة من الجودة، وسلامتها من الثني أو البلل أمر يعد صعبا بالنسبة إلى الطالب». ويتخوف طالب الثالث الثانوي محمد إبراهيم عبده، من فقد بعض الدرجات: «نعتقد أننا ربما نفقد بعض درجاتنا بسبب عدم التظليل بالصورة الصحيحة، فلا يقرؤها الجهاز، لذلك نطالب المعلمين بمراجعة تظليلنا في ورقة الإجابة». ويرى طالب الثالث الثانوي ضيف الله الشهري أن الأسئلة تحوي الكثير من الصعوبة: «خصوصا عندما تطالب بإعداد العناصر، والتصحيح الآلي مريح للمعلمين فقط». ويرفض طالب الأول الثانوي نضال حمادة العمري، كل جديد يلغي شخصية الطالب: «الأسئلة بهذه الطريقة غير مناسبة، لأنها تلغي شخصية الطالب في الإجابات، ولا تعطي مجالا لكتابة الرأي الشخصي، كذلك تستغرق وقتا أطول وجهدا أكبر في المراجعة والتدقيق والتأكد من الإجابات». المساعدة ممنوعة لكن بعض المعلمين يقفون أيضا في خانة المناصرين للطلاب ضد الجهاز، وحسب معلم اللغة الإنجليزية فواز الغامدي، فإن الجهاز يحرم المعلم من مساعدة الطالب المحتاج للدرجة والدرجتين: «الجهاز ساعد في تخفيف الأعباء على المعلم، وأعطى للطالب نوعا من الطمأنينة للدقة في الرصد». في حين اكتفى البعض بانتقاد السلبيات العامة، دون الخاصة: «البطاقات الإلكترونية توفر على نفقة المدرسة، إضافة إلى عدم توفير برنامج تظليل أوراق إجابات الطلاب». 100 % وينظر معلم التربية الإسلامية عبدالله السلمي، إلى الجهاز على أنه ناجح 100 %: «الطريقة ممتازة جدا، إذا تم بناء الأسئلة بناء صحيحا وبدرجة عالية من الإتقان، وفي اعتقادي الشخصي لو تم عمل أكثر من نموذج في الاختبار الواحد، فإن ذلك سيعطي صورة أوضح عن مستوى الطالب، وكذلك مستوى الأسئلة نفسها». ويعود مدير الثانوية الحقوي للاعتراف بأن تعرض الجهاز للعطل يدخل المدرسة في الكثير من الحسابات، والتي عرفها بالبدائل: «البديل يتلخص في عمل محضر بالحالة، ثم التوجه لأقرب مدرسة تعمل بنفس النظام بعد أخذ الإذن منهم، أو اللجوء إلى تصحيح يدوي باستخدام نموذج الإجابة، وهذا يضاعف الجهد والوقت، ولكنه يحل المشكلة». وبين أن الاختبار التحصيلي الجيد يتسم بعدد من الصفات منها الصدق؛ ويقصد به قياس الاختبار لما أعد لقياسه، ومنها الثبات؛ ويقصد به أن مركز الطالب النسبي لا يتغير إذا أعيد الاختبار على الطالب نفسه، وهذا يعني استقرار النتائج عند تكرار تطبيق الاختبار أو صور مكافئة له على المجموعة نفسها من الأفراد، والموضوعية ويقصد بها عدم تأثر نتائج المفحوص بذاتية المصحح، والشمولية ويقصد بها أن يكون الاختبار شاملا للأهداف التدريسية المراد قياسها .