انتقلت عدوى «التصحيح الإلكتروني» من تجربة مبدئية ببعض مدارس جدة إلى«نقلة عملية» بمتوسطة وثانوية الملك فهد بالباحة، اللتين قررتا تطبيق نظام «التصحيح الإلكتروني» لأوراق اختبارات الطلاب النهائية لهذا العام، وإنهاء عصر التصحيح اليدوي الذي تصاحبه أخطاء عديدة في عمليات الرصد والتسجيل لدرجات الطلاب، بجانب استغراق وقت وجهد أطول في عملية إعلان نتائج الاختبارات. وأوضح وكيل المدرسة المشرف على البرنامج عبدالله العلياني، أن فكرة البرنامج تقوم على الإعداد الجيد والمطابق لمواصفات الاختبار، والقياس والتقويم من خلال استخراج تقارير توضح مستوى الاختبار، وحساب الوسط والوسيط والمنوال، ودرجة كفاية الاختبار ودرجة التميز والصعوبة والسهولة، إلى جانب رصد الدرجات وترحيلها تلقائيا إلى برنامج «معارف»، والاحتفاظ بنسخ احتياطية لدرجات جميع المواد للرجوع إليها عند الحاجة. واعتبر المدير العام للتربية والتعليم بالباحة سعيد مخايش، فكرة البرنامج مميزة ودقيقة في الوقت نفسه. مثمنا جهود القائمين على المشروع لجهودهم التطويرية بالمدرسة المعتمدة على التقنية الحديثة، ووجه برصد مؤشرات التنفيذ وتقويم التجربة للعمل على تعميمها في حال نجاحها، فيما تضمن آلية التصحيح الإلكتروني العدالة في التصحيح، ودقة المراجعة واختصار وقت وجهد المعلمين، وسرعة إظهار النتائج. وينسخ جهاز التصحيح الإلكتروني أيضا صفوف وشُعب الطلاب وأرقام جلوسهم، ويرصد كشوف الدرجات مباشرة، والتغذية آلية عند قراءة أوراق الإجابات، وكذلك التعامل مع أقلام الرصاص والحبر في آن واحد، وفور قراءة مفتاح اختبار تفتح شاشة تدقيق المفتاح آليا لعلاج غياب بعض المعلومات الهامة، مثل المادة والاختبار والصف والشعبة على الشاشة، ووزن كل فئة من الأسئلة لتحديد ثقل درجة الفئات باستقلالية، ووضع معيار الدرجة الكبرى. ويقوم مشغل البرنامج باعتماد مفتاح الاختبار من الشاشة، ليتم بعد ذلك قراءة أوراق إجابات الطلاب بسرعة 8000 ورقة إجابة في الساعة، ويتوقف الجهاز عند حدوث أي مشكلة في إجابة الطالب. مثلا عندما يرصد المعلم أعلى درجة مقالية للسؤال الأول، درجتين، بينما يرصد بالخطأ استحقاق الطالب ثلاث درجات، وهذه مخالفة واضحة، أو عند عدم تعبئة الطالب لرقم السجل المدني أو رقم الجلوس، ويتم حفظ أوراق الإجابات المقروءة في قاعدة بيانات، وفور تدقيقها من خلال تقرير استثنائي بالفروقات، يتم تصحيح ورقة كل طالب بموجب المفتاح «أثناء القراءة آليا» ويتم إنشاء كشوف درجات بصيغ متوافقة مع الدورة المستندية في مدارس التعليم العام. يشار إلى أن تجربة التصحيح الإلكتروني بدأت في تعليم جدة أخيرا، كتجربة مبدئية في أكثر من 34 مدرسة ابتدائية و 22 مدرسة ثانوية، وتدرس وزارة التربية والتعليم حاليا تطبيق آلية التصحيح للاختبارات بجميع مدارس المملكة، ووضع معايير لها بحيث تكون هناك نماذج مقننة تقيس مستوى تحصيل الطلاب وتصحح إلكترونيا، وصولا إلى إلغاء طريقة التصحيح اليدوي الفردي أو الجماعي بالمدرسة، نظرا إلى العيوب الكثيرة بها، سواء كانت في التصحيح أو المراجعة أو التدقيق ورصد الدرجات، بغض النظر عما إذا كان المعلمون من ذوي الخبرة أو الكفاءة العالية