فرض المدير الفني للمنتخب السعودي ناصر الجوهر السرية على تدريبات المنتخب التي جرت ليلة أمس على أرض ملعب الملك فهد الدولي بالرياض.. وأغلق جميع المنافذ المؤدية إلى مدرج الملعب بمتابعة من رجال أمن الملعب.. وهدف الجوهر من ذلك إلى تطبيق التكتيكات النهائية للقاء المنتخب أمام إيران غداً السبت ضمن التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010م. ورغم السرية إلا أن (دنيا الرياضة) استطاعت أن تحصل على أبرز ما جرى خلاله حيث عمد الجوهر إلى إجراء مناورة رئيسية على كامل الملعب بين الرديف والأساسي الذي مثله النجعي في الحراسة وفي الدفاع البحري، تكر، هوساوي وعبدالغني في الدفاع وأبناء عطيف وعزيز والشلهوب في الوسط وفي المقدمة ياسر والحارثي. واستقوف الجوهر في عدة مناسبات خلال المناورة لتصحيح أخطاء اللاعبين. وسيجري المنتخب مرانه الأخير مساء اليوم على ملعب الأمير فيصل بن فهد. من جهة ثانية أجرى المنتخب الإيراني تمرينه مساء أمس على أرض ملعب الأمير فيصل بن فهد بتواجد جميع لاعبيه بعد وصوله إلى الرياض عصر أمس، وسيتدرب الإيرانيون مساء اليوم على استاد الملك فهد الدولي. وكان مراقب المباراة الماليزي محمد حسن أطلع على جاهزية الملعب لاستضافة مباراة الغد مدرب إيران علي دائي يعلن التحدي مبكراً : لا نخشى حتى البرازيل ومن قال لكم أن عبدالغني أفضل من نجاد من ناحية أخرى علق مدري المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم علي دائي اليوم قبل توجه مسؤولي ومدربي وأعضاء منتخبه إلى المملكة العربية السعودية لمواجهة المنتخب الوطني السعودي في الرياض في إطار تصفات كأس العالم المقبلة التي ستجري في جنوب افريقيا وقال إن المنتخب الوطني الإيراني يتوجه إلى السعودية لتحقيق الفوز ولكنه أكد في المقابل بأن نتيجة التعادل في هذه المباراة سوف لا تكون سيئة. وقال بأنه دعا أعضاء المنتخب الإيراني إلى مواصلة التمرينات خلال اليومين المقبلين استعداداً لخوض المباراة أمام المنتخب السعودي وأن أعضاء منتخبه لا يساورهم أي قلق من مواجهة المنتخب الوطني السعودي. وأكد دائي بأن المنتخب الوطني الإيراني على استعداد تام لمواجهة نظيره السعودي وقال إن منتخبنا لا يساوره أي قلق حتى من مواجهة المنتخب الوطني البرازيلي. وفي معرض رده على سؤال حول الخطوات التي أوصى بها للحد من الخطر الذي يشكله اللاعب السعودي حسين عبدالغني على منتخب بلاده وهل أن اللاعب الإيراني غلام نجاد قادر على السيطرة على عبدالغني في هذه المباراة قال من أين لكم أن تؤكدوا بأن عبدالغني أفضل من غلام نجاد؟ إن غلام نجاد من أفضل أعضاء منتخبنا الوطني وعليكم أن تطمئنوا بأنه سيبرز أفضل ما لديه أمام السعوديين. وشدد دائي بأنه يعرف أداء المنتخب السعودي وأن المنتخب الإيراني سيلعب لقاء السبت وهو يعرف بدقة نقاط ضعف وقوة هذا المنتخب. رجل الإنجازات الكابتن خليل الزياني : خصمنا ليس بعبعاً والظفر بالنقاط الثلاث مطلبنا الأول منتخب ايران لم يعد بين المنتخب السعودي ووضع قدميه على الطريق المؤدية إلى جنوب أفريقيا حيث ستلعب كأس العالم عام 2010سوى 24ساعة حيث سيدشن يوم غد وفي استاد الملك فهد مشواره في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة للمونديال بمواجهة نظيره الإيراني. منتخبنا الوطني الذي أوقعته القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات (كوريا الجنوبيةوإيران وكوريا الشمالية والإمارات) يمني النفس بالوصول للمونديال للمرة الخامسة في تاريخه بيد ان القائمين عليه يعرفون جيدا أن بلوغ كأس العالم لا يأتي بالأماني وحدها وإنما بعمل جاد ومختلف وهو ما كان عليه الأخضر الذي تحضر لهذا الاستحقاق عبر معسكر خارجي طويل في أوروبا شمل براغ وجنيف وداخلي في العاصمة الرياض وخاض خلاله مباريات ودية مع منتخب باراغواي وفريق سمبدوريا الايطالي في جنيف واختتم تحضيراته بمواجهة منتخب قطر. قلق وترقب ويسود الشارع الرياضي السعودي تفاؤل مشوب بالحذر لاسيما وان المجموعة التي وقع فيها المنتخب تعد مجموعة صعبة باعتبار أنها تضم منتخبات جميعها عرف الطريق الى كأس العالم فضلا عن أن بداية المشوار ستكون مع ند قوي هو المنتخب الإيراني الذي يعتبر أحد أصعب المنافسين للأخضر في المجموعة. ويعتبر عميد المدربين الوطنيين ونائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني القلق شيئاً مسلماً به عند أي مهمة صعبة مشددا على أن زواله لا يتم إلا بالتحضير الفني والنفسي الكاملين . ويضيف الزياني : "أنا واثق ان مثل هذا القلق سيزول عن اللاعبين سريعا خلال المباراة إذا ما كانوا جاهزين فنيا ونفسيا بشكل تام وهو ما سينعكس على الجميع ". ولا يخفي لاعب المنتخب السابق ومدير الكرة في الاتفاق زكي الصالح حقيقة الحال النفسية التي تكتنف أنصار المنتخب بيد أنه يؤكد على أن الأمر طبيعي باعتبار صعوبة المهمة ويضيف : "لا شك ان القلق أصبح يلف الجميع وهذا أمر طبيعي إذ ان المهمة ليست سهلة ويخطئ من يظن ان مشوار المونديال مثله كأي مشوار آخر، لأن المقياس الحقيقي للنجاح والفشل هو الوصول لهذا الاستحقاق العالمي الكبير ". ويضيف الصالح : "في تصوري ان هذا القلق سيزول حتما إذا ما استطعنا تجاوز عقبة المباراة الأولى التي تعتبر الأهم في التصفيات باعتبار أنها تجمعنا بمنافس قوي هو المنتخب الإيراني وعلى أرضنا وبين جماهيرنا ما يعني ان ليس هناك بديل عن النقاط الثلاث ". ويشاطر الصالح والزياني في هذا الرأي النجم السابق في المنتخب محمد عبد الجواد الذي يؤكد أن القلق حالة طبيعية تسبق أي حدث مرتقب سواء أكان رياضيا أو غير رياضي لكنه سرعان ما يزول ، غير أن عبد الجواد يستدرك: "لكن مثل هذا القلق لن يزول إلا حينما نحقق الفوز وإلا فإنه سيبقى معنا حتى المباراة المقبلة ". لا بديل عن الفوز وعلى الرغم من حالة القلق التي بدأت تلقي بظلالها على عشاق المنتخب السعودي إلا أن الجميع يتحدث عن ضرورة الفوز في مواجهة إيران إذ يشددون على أن حمى البداية لن تزول إلا بتحقيق النقاط الثلاث وإلا فإن القلق سيبقى ملاصقا للمنتخب في مشواره القادم خصوصا وانه سيواجه في المباراة المقبلة المنتخب الإماراتي المتحفز على أرضه وبين جماهيره. ويذهب في هذا الاتجاه محمد عبد الجواد الذي يشدد على أهمية تحقيق الفوز في المباراة بل ويرى ان ذلك مطلب لا غنى عنه ويضيف: "كل المعطيات الصعبة للمواجهة مع إيران تفرض على منتخبنا ضرورة خطف النقاط الثلاث ، فالمباراة تعتبر بمثابة قص شريط للطريق نحو جنوب أفريقيا والى جانب ذلك فهي أمام منتخب صعب فضلا عن أنها على أرضنا وبين جماهيرنا وكل ذلك يدعم فكرة أهمية تحقيق الفوز ". ويستطرد عبد الجواد قائلا : "حينما نتحدث عن أهمية الفوز في مثل هذا اللقاء فنحن لا نعني بذلك الضغط على اللاعبين وإنما الهدف هو استشعارهم أهمية اللقاء لان التعادل يعني أننا خسرنا نقطتين ثمينتين على ارضنا فضلا عن الخسارة لا سمح الله - واعتقد ان اللاعبين متحضرون لهذا الأمر ويدركونه جيدا ، لكن لا بد وان تكون المنهجية الفنية تذهب بالمنتخب نحو هذا الاتجاه ، أعني اتجاه الفوز ". ولا يجد زكي الصالح نفسه إلا موافقا لرأي عبد الجواد بيد انه يضيف : "الفوز هو المطلب الرئيس لكن من المهم ألا نتعامل مع أي نتيجة أخرى حتى وإن كانت الخسارة - لا قدر الله على أنها نهاية العالم ، أبدا فالطريق طويل والمشوار لا زال في بدايته ". ويمضي الصالح في شرح وجهة نظره : "ما أعنيه أن على لاعبينا ان يرموا بكل ثقلهم من اجل إبقاء النقاط الثلاث في الرياض وألا يقتنعوا خلال سير المباراة بأي نتيجة عدا الفوز لأن هذا التعاطي هو وحده من يجلب نقاط الكسب ". ولا يتأخر الزياني في التأكيد على أهمية الظفر بالنقاط الثلاث لأنها : "كفيلة بأن تمنحنا الاطمئنان أكثر خلال المشوار القادم ، وبدونها سيكون الوضع معقداً خصوصا وان مشوار الذهاب والإياب يحتم تحقيق النتيجة كاملة على أرضك وبين جماهيرك". ثقة تامة وفي وقت سادت أجواء المنتخب والأسوار المحيطة به حالة إرتباك بسبب الحديث الدائم عن التشكيلة تارة وعن الأداء الفني تارة أخرى إلا أن الحال بدأ يميل للسكون والأجواء أخذت في الصفاء ونحن على بعد ساعات معدودة من إطلاق صافرة البداية وهو ما يوحي بان الجميع بدأ يشعر بأن المسؤولية تحتم الاصطفاف بشكل أقوى الى جانب المنتخب بإعطاء أجهزته الإدارية والفنية وكذلك جميع لاعبيه الثقة التامة ويقول خليل الزياني في هذا الصدد : "النقد البناء حالة صحية لكن الإكثار منه قد يؤدي الى حالة إرباك خصوصا ونحن نتعاطى مع منتخب الوطن وفي مهمة حساسة ، ثم أننا يجب ان نمنح الأجهزة العاملة فنيا وإداريا الثقة ، وأيا يكن الأمر قبل الآن فإنه من الواجب ونحن على بعد خطوات من مباراة إيران ان نعطي اللاعبين الثقة وهم أهل لها بإذن الله ". ويؤكد زكي الصالح بأن الأمور ستبدو أكثر اطمئنانا حينما نمنح اللاعبين ومدربهم ناصر الجوهر الثقة ويضيف : "ثقتنا كبيرة في نجومنا وفي مدربنا الوطني ناصر الجوهر ، وجميعهم سبق وان رسموا البسمة على شفاه الوطن وهم قادرون على تكرار ذلك ". ويوجه مدافع المنتخب السابق دعوة لكل أنصار المنتخب بالوقوف مع المنتخب في هذه المرحلة : "التي اعتبرها صعبة للغاية ، إذ تحتاج الى تكاتف الجميع سواء من العاملين في المنتخب أو النقاد والإعلاميين وكذلك الجماهير ". ولا يجد محمد عبد الجواد بداً من العودة للحديث عن أهمية الفوز في المباراة ليربطها بمسألة الثقة حيث يقول : "حينما نقول ان ثمة قلقاً طبيعياً يحاصر جميع المهتمين بالمنتخب فمعنى ذلك أن ما سيطرد هذا القلق هو الفوز ، وهو نفسه الذي سيجعل الثقة تخيم على أجواء الأخضر وبغير الفوز ستتلبد الأجواء أكثر بل قد تزيد الأمور تعقيدا " .ويستطرد عبد الجواد في شرح فكرته : "ما أقوله لا ينزع مني ثقتي في لاعبي منتخبنا وقدرتهم على إجبارنا على التصفيق لهم ، لكنني أشعر ان النقاط الثلاث هي الفيصل في كثير من الأمور ". إيران ليس بعبعاً ولعل ما يزيد من حالة الترقب والقلق والخوف أيضا أن المباراة ستجمع منتخبنا بندِّه الدائم في مثل هذه المواجهات ألا وهو المنتخب الإيراني الذي يعد احد أفضل المنتخبات في القارة الصفراء ويكفي دليلا على ذلك أنه قد سبق له التأهل لكأس العالم ثلاث مرات ماضية كان آخرها في مونديال ألمانيا 2006فضلا عن تحقيقه بطولة أمم آسيا ثلاث مرات أيضا إلى جانب أنه يضم بين جنباته نخبة من اللاعبين المتميزين والمحترفين أمثال مهدي مهدفيكيا، وحيد هاشميان، رضا عنايتي، رسول خطيبي، جواد نيكونام وغيرهم، لكن كل ذلك لا يعني ان منتخبنا الوطني ليس قادرا على مجاراته بل والإطاحة به فقد فعلها غير مرة فضلا عن ان سجل الأخضر البطولي يفوق نظيره الإيراني. ويبدي خليل الزياني احتراما كبيرا للمنتخب الإيراني بيد انه يرفض تصويره على أنه بعبع مخيف ويضيف : "لا شك المنتخب الإيراني قوي لاسيما وهو يضم محترفين متميزين في أوروبا لكن منتخبنا في المقابل يضم نجوما متميزين الى جانب تميزه بالجماعية والمهارة الفردية وفوق هذا وذاك سيتسلح بعاملي الأرض والجمهور وهو ما يفرض أفضلية سعودية يفترض ان تجلب الفوز بإذن الله ". ولا يتردد عبد الجواد في وصف المنتخب الإيراني بمنتخب المحترفين الذي : "يجب أن يضرب له ألف حساب لكن لا أعني ان منتخبنا غير قادر على هزيمته بل على العكس أنا متفائل بأن المستوى والنتيجة ستكون سعودية ". ويبدي زكي الصالح احترامه للمنتخب الإيراني حيث يقول: "هو منتخب يعد من صفوة المنتخبات الآسيوية لكن المتابع له يدرك ان ثمة تراجعاً واضحاً في أدائه رغم انه بدأ يستعيد شيئا من عافيته خلال العام الراهن لكن ذلك لن يمنع من ان يقول لاعبونا كلمتهم القوية خلال المباراة ".