توفيت طفلة تبلغ من العمر عشرة أشهر في أحد أشهر المستشفيات الحكومية بجدة نتيجة إهمالٍ وعدم وجود أجهزة متخصصة للكشف على حالتها -على حد زعم والدها- الذي طالب وزارة الصحة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة مع ثلاثة أطباء من جنسية عربية متهمًا إياهم بإهمال حالة ابنته وعدم متابعتها وتغيير الدواء الذي تستخدمه مما تسبب في هبوط وظائف القلب والرئتين الأمر الذي أدى الى وفاتها رغم المحاولات الكبيرة التي بذلتها والدتها للاستغاثة بالأطباء أثناء مكوث الحالة في المستشفى الحكومي. وروى محمد سويد الشمراني تفاصيل ما حدث قائلاً: تعرضت ابنتي «ريناس» ذات العشرة أشهر لعارض صحي طارئ نقلها الى مستشفى خاص ونظرًا لصعوبة استمرار المراجعة ماليًا في المستشفى الخاص تم نقلها الى المستشفى الحكومي حيث قام الاطباء بتنويمها مباشرة وعمل اشعة مقطعية لها واتضح انها تعاني من التهاب فيروسي في عضلة القلب، وأدخلت العناية المركزة، ونظرًا لعدم وجود جهاز متخصص للقلب في المستشفى، اضطر الاطباء لمخاطبة مستشفى آخر بجدة للحصول على سرير الا ان ذلك لم يتحقق، ولما كان جهاز الاعصاب متعطل هو الاخر منذ ستة اشهر وفقا لافادة الاطباء، فقد تم ارجاعها بالاسعاف الى ذات المستشفى الذي توفيت فيه لاحقًا. ويضيف الشمراني إنه وزوجته أثناء مرافقتهما للطفلة من مستشفى الى آخر كانا في وضعٍ نفسي لا يحسدان عليه خاصة مع إفادات الأطباء بأن الأجهزة غير متوفرة في المستشفى الاول ومتعطلة في الاخر وهو الامر الذي حدا بهما الى استجداء الاطباء لبذل جهدهم في محاولة إنقاذ الطفلة التي تدهور وضعها الصحي بعد إخراجها من العناية المركزة. ويضيف الشمراني: إنه تم إرجاع ابنته الى العناية المركزة في حدود اسبوعين وتم تحويلها الى قسم الزيارات لتحسن حالتها، مؤكدًا أنه بذل أثناء هذه الفترة محاولات للحصول على علاج متخصص لها وعلى أمرٍ بعلاجها في المستشفى العسكري إلا أن الأخير رفض استقبالها بحجة أن وضعها حاليًا مستقر. ويواصل: الطبيب الذي كان يتابع حالة ابنتي أخذ إجازة فتم تحويل الحالة الى طبيب عربي غيّر لها العلاج الذي كانت تستخدمه، ولم يكن يزورها الا في أوقات نادرة حيث ساءت حالتها وحاولنا معة التوجه الى الغرفة لزيارتها والوقوف على وضعها لكنه رفض، وهكذا لم يكن هناك من يراعيها او يقف على وضعها، وقد خرجت أمها من الغرفة تستجدي وتصيح طالبة إسعافها لأكثر من عشر دقائق الى ان تم نقلها الى العناية المركزة مجددًا حيث توفيت مباشرة. ويطالب الأب المكلوم في ابنته وزارة الصحة بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه القضية وخلفياتها. وقال : “بعثت عدة برقيات ورسائل الى وزير الصحة ولم أتلق اي رد الى الان، نحن راضون بقضاء الله وقدرة ولكن لا ينبغى وضع الأخطاء والإهمال كله على القضاء والقدر”. من ناحيته رفض مصدر مسؤول في المستشفى تعليق سبب الوفاة على الاطباء او عدم توفر الاجهزة، مؤكدًا ان الطفلة المتوفاة قدمت لها كافة الخدمات الطبية والعلاجية المتخصصة ولكن سوء حالتها ادى الى وفاتها. وأشار الى ان موضوع تحويلها الى مستشفى اخر اثناء فترة علاجها بالتاكيد كان لتوفر اجهزة اكثر كفاءة ربما احتاج لها الاطباء في المستشفى الآخر بحكم التعاون بين المستشفيات لخدمة المواطنين. ولم يوضح المصدر اي تحرك قام به المستشفى تجاة الحالة بعد حدوث الوفاة سواًء في ما يتعلق بالتحقيق في الأسباب او خلافها، مشيرًا الى ان سبب الوفاة يعود الى هبوط في وظائف القلب والرئتين وضمور خلايا المخ وشلل رباعي، وهو ما ينفيه والد الفتاة الذي يرى ان ابنته لم تكن تعاني من شلل قبل وفاتها بيومٍ واحد.