اعتادت غالبية قبائل منطقة عسير خاصة في أيام المناسبات والأعياد السنوية على عمل مأكولات شعبية من تراث المنطقة، وتشتهر في هذا الصدد تلك الخبزة العملاقة، التي يتنافس الكثيرون على حجمها، ليبلغ قطرها في بعض الأحيان مترين أو أكثر، حيث تقدم كطبق شعبي مع العسل والسمن. وهو موروث تفتخر به القبائل فيما بينها كنوع من الكرم والترحيب بالضيف، وكذلك كنوع من التمسك بالعادات والتقاليد الموروثة. ويعتبر الخبز في المنطقة الجنوبية من أشهى وألذ المأكولات الشعبية لدى قبائل الجنوب ومن تلك الأصناف والأنواع والتي يهتم بها اهالي المنطقة خبز المقنى وخبز البر أو الحنطة ويكثر زراعته في المدرجات الزراعية في منطقة عسير، ويفضل بعض أهالي المنطقة البر العماني وبر دبي وغيرها من الاصناف الجديدة والتي قد تستورد من خارج المملكة، كما ويفضل أغلب المواطنين وخاصة كبار السن شراء أو زراعة بعض أصناف الخبز والتي قد يعرفونها منذ وقت طويل وتعتبر أفضل الأنواع لديهم. ويتفنن أهالي المنطقة الجنوبية في كيفية عمل الخبز بأشكال وأطوال وأحجام مختلفة، قد تصل الى متر والى مترين عرضا وطولا وتحتاج الى اكثر من شخص لحملها وتحضيرها وكذلك وضعها على النار بشكل عجيب وتغطى بالرمل الحار لفترة محدودة من الزمن ثم تستخرج، والبعض يقوم بوضع الخبزة على حجر يتم تجهيزه خصيصا للخبزة بشكل دائري أو مستطيل، ويكون الحجر شديد الصلابة والقوة وتوضع الخبزة عليه وتدفن بالجمر حتى يستوي وينضج، بعد ذلك يتم قلبه وتحميره، حيث تستغرق تلك العملية من نصف ساعة إلى 3 ساعات حسب حجم الخبزة، ثم يتم تجهيزها وقلعها من الحجر الموضوع عليها وقد استوت وأصبحت جاهزة للتحضير سواء بالتقطيع أو القص، حيث تحضر مع العسل والسمن فيما يفضلها البعض بخلطها مع أشياء أخرى مثل اللبن أو التمر حتى تصبح قطعا صغيرة جاهزة للتحضير. أما بالنسبة لإعداد الخبزة وأماكن صنعها فهي تصنع في مكان محدد ومخصص لها ويسمى بالمشب أو قد يسميه البعض “الميفة” وهو المكان الذي توضع وتصنع فيه الخبزة لفترة طويلة حتى تستوي وتكون سهلة التحضير. ويبدع أهالي المنطقة في هذه العملية سواء من الرجال أو النساء، حيث يتفنون في الموروث الشعبي لديهم وعرضها بأحجام مختلفة في الاسواق وخاصة الاسواق الشعبية التي يرتادها كبار السن بحثا عن الاكلات الشعبية القديمة، وتختلف اسعار بيع الخبز من 15 - 50 ريالا حسب الاحجام والعروض المقدمة للزبائن، فبعضهم يفضل خبز المعمول من البر ويكون من نفس المنطقة والبعض يفضل الخبز الخارجي من خارج المنطقة، وغالبا ما يكون عرض هذه المعروضات والاصناف من الأكلات الشعبية التي هي من موروث المنطقة في الزواجات والمناسبات والولائم الكبيرة. ويحرص كبار السن سواء من الرجال أو النساء على المحافظة على هذه الأكلة الشعبية كنوع من العادات والتقاليد، غير أنها تعتبر من موروث المنطقة، إلا ان لها فوائد في الجسم يحرص عليها كبار السن منذ القدم، باعتبارها تسد رمق الجوع إلى فترات طويلة. كما تعتمد اغلب النساء في الحصول على الرزق وجمع المال من عمل الخبز في منزلها، ويقمن بعرضه وبيعه في الاسواق الشعبية حيث يطلبه الكثير من الناس، ويكثر بيع انواع الخبز خاصة في موسم الصيف وشهر رمضان في الاسواق والمجمعات، حيث يفضل اغلب الناس الافطار عليه مع القهوة أو الشاي حيث يتمتع بنكهة خاصة.