الشاي مشروب الفقراء والأغنياء في كل مكان وإذا أردت أن تعدل الطاسة وتخلي أبوها زهر هذه الأيام فما عليك إلا أن تشرب الشاي بالحبق أو النعناع الذي يعطيك تلك الرائحة الفواحة والجميلة والعذبة التي تعبق المكان ويخليك تنعنش وأحسن شيء لا تفكر في شيء آخر وأنسى همومك ، فما عاد للشاي التلقيمة أي قيمة هذه الأيام وراح زمانه وولى ولم يعد له طعم ولا رائحة في ظل الاختراعات الجديدة لأصناف الشاي فاليوم بإمكانك أن تشرب الشاي بكل /النكهات التي تسمع عنها وبكل نكهات المعسل البحريني الذي فاق كل أنواع المعسلات بل صدقوني أن نكهات الشاي تعدت نكهات المعسل البحريني فأصبح اليوم بمقدورك أن تشرب الشاي بنكهة الفراولة ، والخوخ والمنقا والبرتقال ، والعنب ، والفانيليا ، والكيوي ، والتوت ، والفواكه المشكلة وحتى بنكهة الحبحب والشمام وكل أنواع الفواكه.. حيث تجد كل فاكهة الصيف والشتاء مجتمعة وموجودة في مشروب واحد ولن يصبح الوحم مشكلة بعد اليوم عند النساء اللاتي يتوحمن على الفاكهة فسوف يجدنها في الشاي ، والبركة في تلك الشركات التي تروج لنا الوهم والكيف كل فترة وأخرى من خلال تلك الاختراعات التي يقدمونها لنا في سبيل ترويج منتجاتها بطرق واختراعات عديدة وعمليات جذب سهلة ونحن نجرب كل شيء جديد نراه أمامنا وتقع عليه أعيننا وتمتد إليه أيدينا بسرعة وسهولة وأصبحنا حقل تجارب لهذه الشركات على مدى الحياة وما أن نخلص من تجربة حتى ندخل في تجربة جديدة. فكان زمان لشاي الجمر طعم ولون آخر يخلي مزاجك عنب أما اليوم في ظل تلك الأصناف من الشاي والتي أصبحت تعج بها الأسواق وأصبحت الشركات تتنافس وتتفنن في إضافة النكهات والألوان والصبغات لها لكي تعطيك ذلك المذاق الذي يسمونه العال الذي يخليك تشوف بلاد الواق واق وأنت مسترخي تتلذذ في احتسائه. فأصبح حتى الشاي لاطعم له ولا رائحة ولا نكهة مثل أيام زمان وقد تقولون إن حاسة الذوق عندي أصبحت معدومة وفقدتها وأنني لا افرق بين القهوة والنسكافية أو بين الشاي الأخضر والنعناع لأننا أصبحنا في هذا الزمن لانجد من يقوم بإعداده بالطريقة الصحيحة التي على أصولها.. فمن كان كييف شاي مثلي بالتأكيد أنه يعرف أن هنا كطقوس لإعداد الشاي تختلف من بلد لآخر وذلك لكي تصل في النهاية إلى النكهة الممتازة والطريقة الناجحة ، أولا لابد أن تكون لديك الخبرة الكافية في أنواع الشاي وإختياره وطرق إعداده حيث أنه لابد أن يمر بعدة مراحل ابتداء من الماء الذي يتم استخدامه والإبريق وانتهاء بالفنجال أو الكوب وهي طريقة ليست سهله ولن يجيدها أي شخص بل من يمتلك الخبرة الكافية ، يعني الشغلة ليست هز رؤوس. وقد قال الحكيم الصيني (أوكاكورا أن لاشيء يضني حياته أكثر من ثلاثة أمور هي إفساد الشباب بالتربية المنحلة وإفساد الصور الفنية بنظرات الجهلاء وإفساد الشاي بإعداده بطريقة خاطئة) ولن أقول لكم عن سعر الكيلو لأجود أنواع الشاي لأنه رقم مخيف جدا ولن تصدقوني وسوف تقلون إنني بالغت كثيرا ولكن عشاق الشاي ومحبيه هم الوحيدون الذين يعرفون ذلك. ولكن سأترككم ترددون ياليل مطولك،،،، آخر المشوار : وزنك بخف الريشة وطعمك معسل شيشه ورقصك خبيتي بيشه كيك وحلاوة في شكلك -------- كاتب صحفي