سيطرت النكهات الصناعية الموجودة في بعض الأطعمة والمشروبات على الحيز الأكبر في استهلاك الفرد من مأكله ومشربه؛ نتيجة اتساع دائرة البحث العلمي والتقدم الصناعي، والقوانين المنظمة في كل الدول هدفها حماية الإنسان من مخاطر هذه المواد المصنعة؛ إلاّ أن عجلة الإنتاج والتطوير سريعة جداً، وهذا ما يدعو إلى توجيه النصح لعامة الناس بألا ينساقوا لتجربة كل جديد خاصة في المأكل والمشرب، وتلحق هذه النكهات الاصطناعية أضراراً بصحة الإنسان حيث تحتوي على مواد سامه تؤثر على الصحة وتخلق الكثير من المشاكل الصحية، ومن هذه المواد الغذائية أو المشروبات الشاي بنكهات متعددة منها نكهة الفانيلا، البرتقال، الخوخ، المشمش وغيرها من النكهات التي تضيف مذاقا جميلا، ولكن هذا المذاق الحلو على الفم قد يتحول إلى جرعات سامة في الجسم مع مرور الوقت. تنافس تجاري وأشارت "د. مها المزروع" - مديرة مركز السموم بصحة الشرقية- إلى وجود العديد من النكهات المختلفة التي تضاف على العديد من المأكولات والمشروبات، ومشروب الشاي من أشهرها، وذلك نتيجة للتنافس التجاري الذي يبحث عن تعزيز قبول هذه المنتجات لدى المستهلك بالبحث عن أفضل المذاقات والروائح للأطعمة والأشربة. الشاي المعطر وأكدت "د. المزروع" على أنّ الشاي المعطر غالباً ما يحضّر عن طريق المزج بين أوراق نبات كاميليا سيندينسيس (نبات الشاي) وبعض التوابل مثل الهيل والقرفة والزنجبيل والأعشاب مثل النعناع والجنسينغ أو الزهور مثل الياسمين واللوتس والورد البلدي، وأيضاً الفواكه مثل البرتقال والتوت وغيرها من الفواكه الاستوائية المختلفة، وهذه الإضافات قد تستخدم بصفتها الطبيعية فتعطي نكهة محببة للشاي وقد يستعاض عنها بالمنكهات الصناعية، الأمر الذي انتشر مؤخراً وهذه المنكهات الصناعية قد يكون بعضها وهو بنسبة قليلة جداً ذات مصدر طبيعي؛ إلاّ أنها تمر بعمليات تصنيع مختلفة وتضاف عليها مواد تصنيعية عديدة بشكل يجعلها تشابه المنكهات الأخرى والتي تكون مصنعة بشكل كامل، مشيرةً إلى أنّ مثل هذه المنكهات الصناعية سواءً كانت ذات الأصل الطبيعي أو المصنعة بالكامل هي من مجموعة المضافات الغذائية أو محسنات الطعم والتي تعرف على أنها مادة أو خليط من المواد غير المكونات الغذائية الأساسية التي يتم إضافتها إلى المواد الغذائية أثناء تصنيعها بكميات محددة وتحت تحكم كامل، وقد تضاف أثناء أي مرحلة من مراحل الإنتاج أو التصنيع أو التعبئة أو التغليف. المضافات الغذائية وأضافت: هناك نوعان من المضافات الغذائية فمنها ما يتعمد إضافتها لأداء مهام محدده مثل المواد الحافظة ومضادات البكتيريا ومضادات الأكسدة ومحسنات أو منكهات الطعم أو المحليات ومواد التلوين والتوابل والمكملات الغذائية، أما النوع الثاني فيشمل المواد التي لم تضف عمداً من الجهة المصنعة ولكنها توجد في المنتج النهائي بكميات ضئيلة جداً نتيجة المرور ببعض مراحل الإنتاج أو التصنيع أو التغليف أو التخزين وهذا النوع يشكل نسبة بسيطة جداً من المضافات الغذائية. د. مها المزروع تنوع المضافات وأوضحت "د. المزروع" أنّ المضافات الغذائية تتنوع بشكل كبير جداً، حيث إنّ هناك ما يقارب الثلاثمائة نوع بتناول الإنسان منها بشكل يومي ما يقارب 60-70 نوعاً، وعلى الرغم من أنّ هذه المواد تخضع للعديد من الدراسات والاختبارات المعملية الدقيقة لضمان سلامتها قبل التصريح باستخدامها وتسويقها؛ إلاّ أنّ انتشار استخدامها في العديد من المنتجات الغذائية قد أدى إلى خلاف كبير وقلق في الرأي العام العلمي وعلى نطاق واسع. تهديدات محتملة وقالت: "من الضرورة القصوى أن يعلم المستهلك أنّ جميع المواد المضافة الاصطناعية على الشاي أو المشروبات بشكل عام هي تهديدات محتملة على الصحة، وعلى هذا الأساس لا يجب أن يكون استخدامها بشكل منتظم وبكميات كبيرة وفي أكثر من منتج بشكل يتجاوز المسموح به في اليوم الواحد، هذا مع الأخذ في الاعتبار أنّ التسمم المزمن من هذه المضافات أو المنكهات والذي قد يظهر على شكل أمراض سرطانية أو تشوهات جينية يعود إلى أنّ دراسة مثل هذا النوع من التسمم هو أمر مكلف جداً ورصد مثل هذه التغيرات التي قد تحدث على المدى الطويل أمر يحتاج إلى سنوات عديدة"، مبينةً أنّ أشهر مثال على ذلك مادة السافرول (وهو سائل عديم اللون زيتي الشكل يعطي نكهة التوابل الدافئة) وقد استخدم كمادة منكهة لأكثر من ستين عاماً ومن ثمّ تم حظره من إدارة الأغذية والأدوية في عام 1958م بعد اكتشاف دوره في إحداث أورام كبدية في فئران التجارب. د. ناصر آل تويم أخطار المضافات وأشارت "د. المزروع" إلى أنّ بعض المواد المضافة والمواد الحافظة أو المنكهات ضرورية لتخزين المواد الغذائية وحفظها وأيضاً تحسين صفتها، إلاّ أنها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، حيث يمكن أن تسبب الحساسية إلى جانب النشاط المفرط للأطفال أو نقص الانتباه والتركيز في بعض الناس الذين لديهم حساسية لمواد كيميائية محددة، ويمكن أن تسبب الأطعمة التي تحتوي على مواد مضافة الربو والحساسية وحمى القش وردود فعل معينة مثل الطفح الجلدي والقيء والصداع، والإحساس بصعوبة التنفس وتفاقم حالات الأكزيما. أشهر الأخطار وعددت بعض الأخطار الصحية منها "البنزوات" التي تؤدي إلى الحساسية مثل الطفح الجلدي والربو، البرومات ويمكن أن تثير الغثيان وتؤدي إلى الإسهال، وكذلك "البيوتيلات" يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، عن ضعف الكبد ووظائف الكلى، الكافيين وهو يستخدم للتلوين وإضافة النكهة المميزة للحلويات والمشروبات يدر البول وله خصائص منشطة، ويمكن أن يسبب العصبية وخفقان القلب أحياناً، السكرين يسبب الحساسية التي تؤثر على الجلد الجهاز الهضمي والقلب وقد يسبب أورام وسرطان المثانة في الرجال، ويشتبه أن الصبغ الأحمر 40 –E يؤدي إلى تشوهات خلقية معينة، وربما السرطان ومحظور استخدامه عالمياً، الكراميل مشهور استخدامها لإعطاء نكهة طيبة وللتلوين، وهو أحد العوامل التي يمكن أن تسبب نقص فيتامين B6، ويمكن يسبب تشوهات جينية معينة، يمكن لكلوريد الصوديوم أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والفضل الكلوي والسكتة والنوبات القلبية. محمد الصفيان المخاطر الصحية ودعت للحد من المخاطر الصحية المتنامية؛ بسبب المضافات الغذائية والمواد الحافظة، يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على المواد المضافة والمواد الحافظة وعدم استخدامها بشكل يومي كما وأنه قبل شراء المواد الغذائية المعلبة يجب التأكد من مكوناتها ويجب على كل شخص شراء الأغذية العضوية؛ والتي تخلو من الإضافات الصناعية ومحاولة استهلاك الأطعمة الطازجة قدر الإمكان بدلاً من الأطعمة المصنعة أو المعلبة. د. المزروع: تنافس تجاري يبحث عن تقبل المستهلك للمنتجات الصفيان: لدينا مختبران للكشف عن المنتجات الضارة وتقرير مدى إتلافها آلية حديثة وأوضح "د. ناصر آل تويم" -رئيس المجلس التنفيذي رئيس جمعية حماية المستهلك- أنّ لدى الجمعية موقفا من وجود بعض المواد السامة والمتسرطنة ووجودها في الاسواق لخطورتها على صحة المستهلك، مبيناً أنه بعد اعتماد المجلس سيبدأ تفعيل العمل بمركز الإدارة المبكر والتواصل مع جميع مراكز التواصل بالعالم حيث يشعر عن المواد الاستهلاكية السامة والمتسرطنة والمواد الخطرة على صحة الإنسان والبيئة، مضيفاً: وبعد تلقي الإشعار يتم تمريره لجميع الجهات المعنية والمختصة ذات العلاقة ليتم منع ذلك المنتج من الدخول للمملكة، وسوف تقوم جمعية حماية المستهلك بإنشاء مركز دراسات يهتم بكل ما يخص حماية المستهلك وارتفاع أسعار المواد الغذائية والحد من جشع التجار، حيث إنّ وجود مشكلة بهذا الحجم لن يتم القضاء عليها إلا بتضافر الجهود بين الجهات المعنية وبين التجار وبين المستهدف وهو المستهلك والإعلام له الدور الكبير في القضاء على دخول المواد والنكهات السامة للمملكة ومن ثم للمستهلك. شاهي ملوث بعنصر الكادميوم السام المسبب لسرطان الرئتين والبروستاتا التجار هم المسؤولون وقال: "إنّ حماية المستهلك من المواد الملوثة والسامة هي رسالة دينية وأخلاقية وحثنا ديننا الحنيف على عدم الغش في الميزان، وأن نوفي للناس كيلهم وهذا الغش للأسف بأن يتم عن طريق التجار وهم المسؤولون عن تلك المواد الضارة التي يبيعونها على المستهلك، وهمهم الوحيد الربح السريع دون النظر للأمراض التي تحدثها بعد تناولها وعليهم الامتناع وعدم إلحاق الضرر بالمجتمع بأي نوع من الإضرار. مركز للتواصل مع العالم للإشعار عن المواد السامة والخطرة.. قريباً د. آل تويم: مشكلة خطيرة لن يتم القضاء عليها إلا بتضافر الجهود لم يردنا تعميم أما أمانة المنطقة الشرقية فأشارت إلى أنها لم تتلق أي تعميم يفيد بأن هناك منتجات مثل الشاي بالنكهات يمثل خطرا على صحة المواطن ويجب سحب هذه المنتجات من السوق، وقال مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية "محمد بن عبدالعزيز الصفيان": "لم يردنا تعميم أو معلومات مؤكدة تتعلق بخطر الشاي بالنكهات على الصحة أو خلافه من الجهات الحكومية المسئولة، حيث إنه في حالة الاشتباه في بعض المواد الغذائية أو المشروبات تقوم إدارة صحة البيئة بالأمانة بسحب عينة لإرسالها للمختبر المركزي، وفي حالة ثبوت عدم صلاحيتها يتم إتلافها وفق محاضر الإتلاف المخصصة لذلك مع تطبيق الإجراءات النظامية. هيئة الغذاء والدواء تحذر من شاي اعشاب مغشوش لانقاص الوزن «المصدر: موقع الهيئة» لا نعتمد على الهيئة وأضاف: أنّ الأمانة والبلديات التابعة لها لا تعتمد فقط على هيئة الغذاء والدواء لمراقبة المنتجات بل لديها مختبران متخصصان (المختبر المتنقل - المختبر المركزي) للكشف عن المنتجات الضارة بالمستهلك وتقوم بالكشف عليها وفي حالة ثبوت أو وجود مواد ضارة يتم التعامل معها كما أشرنا إليه سابقا، مضيفاً: يتم سحب عينات عشوائية من بعض المنتجات الغذائية لتحليلها والتأكد من سلامتها، وهناك برنامج سحب عينات عشوائية على المنتجات الغذائية للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي بشكل دوري وفي حالة ثبوت وجود أي منتجات غير صالحة يتم سحبها وإتلافها. نسبة الأضرار وحول أضرار هذه المنتجات على المستهلك ودور الأمانة في حمايته، أوضح "الصفيان" أنّ الغذاء قد يتعرض لبعض الملوثات المختلفة حسب طبيعتها وتداولها وتختلف نسبة وجود الأضرار، تبعاً لذلك ونظراً لوجود عدة جهات ومنها وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء ووزارة الزراعة بالإضافة الى الأمانة تقوم بالكشف عن هذه المنتجات؛ فإنّ نسبة الضرر على المستهلك تقل لذلك، أما فيما يخص دور الأمانة فيتمثل في الكشف على المنشآت المتعلقة بالصحة العامة وسلوكيات العاملين فيها لضمان تقديم خدمات و منتجات لا تؤثر على الصحة العامة. الشاي الأخضر بدون أصباغ أو نكهات فوائده متعددة