تلك الصداقة المتصنعة ، والزمالة الخادعة ؛ التي تقوم على مطامح شخصية ، ومطامع ذاتية ، وهي التي لا تعرف القيم الأصيلة ، ولا أصول الأخوة الحقة ، ولا الصحبة الحقيقية. فإن كنت تملك القدرة ، وفي يدك أهمية ، وعندك مسؤولية ؛ وجدت هذه الصحبة قائمة أمامك ، بارزة بجوارك ، وفي موقع شغلك خاصة ومحيط عملك ، ترى ظهورها ، وتشاهد حضورها ؛ في تبجيل صداقتك ، وتعظيم زمالتك ، والتواصل معك في نهارك ، ومعظم ليلك. لكنك إذا تركت الوظيفة ، أو تخلت عنك الصلاحية ، أو أغفلت المساندة ، أو عجزت عن المساعدة ؛ فلا نبل في هذه الزمالة ولا وفاء ، ولا تواصل ولا وصال ، ولا مودة ولا وداد ، ولا عرفان ولا امتنان. حيث يقوم صاحبها بإعلان القطيعة ، وقفل الوصال ، وإنهاء الاتصال ؛ بعد الحصول على المراد، وقضاء المبتغى ؛ فالعلاقة كانت صورية ، والزمالة صفتها وقتية ، جاءت فقضت ، ثم مضت وانتهت. فإن شئت نعيم الأمن والسلام ، والمحبة والوئام ؛ فعليك باختيار الصحبة الخيرة ، والزمالة الطيبة ، مع الحرص على الملاطفة الجميلة ، والاهتمام بالتصرفات الرفيعة ، على أن تحترس من الزميل الماكر ، والصاحب المخادع المراوغ ، صديق وفي واحد ، خير لك من ألف صديق مكابر ، وصاحب يكابر.