تمر المناسبات وتتعاقب الأحداث الرياضية ويبقى رمز الأهلاويين خالد بن عبدالله رجل كل المراحل أقول كل المراحل كتأكيد على أن هذا الكبير الواعي المحب العاشق ظل في أروقة الأهلي علامة فارقة يدعم بصمت ويفكر بصمت ولا يرهن أهلاويته بالمزاجية التي تحضر في فترة وتغيب في فترات وإنما العكس فخالد بن عبد الله بن عبدالعزيز يكاد يكون الاسم الأوحد الذي لم يتنازل عن علاقته بالأهلي وجمهوره منذ اكثر من أربعين عاما كانت ولا تزال الشاهد والبرهان على أن هذا العملاق هو الاستثناء الأجمل في كيان الأهلي. ولد الأهلي وعاش وتباينت كل مراحله الزمنية بأسماء تحضر وتغيب أما خالد فالذي اعرفه انه أهلاوي القلب ومن يحمل قلبا اخضر كقلب خالد لا يمكن له أن يتنازل عن كيان يحبه وجمهور يعشقه وتاريخ طويل أرسى له قاعدة من الأمجاد والإنجازات والأشياء الرائدة التي برهنت ماذا يعني الأهلي لخالد وماذا يعني خالد للأهلي. في الأندية كل الأندية هنالك أسماء تحضر لكي تكسب من وسائل الإعلام ما يكفيها لتحقيق الشهرة المؤقتة التي مهما استمرت إلا أنها سرعان ما تتلاشى حيث لا يبقى سوى الكبار بأفعالهم وليس بتصريحاتهم. لم يصل خالد بن عبدالله لقلوب الرياضيين الذين أجمعوا على أنه شخصية العام الماضي والحالي هكذا من فراغ بقدر ما وصل إلى شغاف القلوب التي أحبته من خلال صمته الذي يثمر وحكمته التي تنتج ومثاليته التي لو وزعت على هذا الوسط الرياضي الكبير لكفته. يحب ولا يكره .. يدعم ولا يبالي .. وإذا ما تعلق الأمر بالأهلي فالقرار الذي يحرص عليه هو قرار الجماعة يقبل الرأي ولا ينحاز لقناعته ولا يكابر عليها وهنا بالتحديد تكمن روعة هذا العملاق الذي جعل صيف الأهلي أعياد وليالي أفراح. ببساطة الأهلي محظوظ بخالد وجمهوره لم يرتكب الخطأ حينما كتب على صدور اللاعبين عبارة ( مسكين من ليس له خالد ) ففي مثل تلك العبارة هنالك ما يوجز الحقيقة كاملة حقيقة رجل يوازي ألف رجل. لم يقتصر فوز الأهلي على الاتحاد بتحقيق البطولة بقدر ما كان هذا الفوز شرارة بدأت تحرق ما تبقى للاتي من استقرار.