بانقضاء هذا اليوم الخميس تكون أستار مهرجان سوق عكاظ التأريخي قد أسدلت، وكان البرنامج الثقافي والسياحي قد أسدلت أستاره منذ يوم السبت الفارط، كانت أياما ماتعة قضيناها بين نخب من الأدباء والأديبات بكافة تخصصاتهم واهتماماتهم الشعرية والفكرية والسردية، على الرغم من تكرار الأسماء، وتجاهل أسماء أخرى حاضرة بقوة في المشهد الأدبي والثقافي. وفي كل عام نلحظ تقدما لافتا على مستوى التنظيم والإعداد والترتيب، وهذا جهد كبير يجير أولا لصاحب المبادرة الشجاعة لإحياء سوق عكاظ كمنتدى للفكر والشعر والفن والمثاقفة الأمير خالد الفيصل .. وثانيا لمهندس ذلك البرنامج الدكتور سعد مارق مرورا بكافة الزملاء الذين أسهموا بشكل فعال في صياغة هذا المنجز الحضاري الجميل. وبهذا تعود الطائف / المدينة الغافية في أهداب الغيم للحضور الثقافي على المستوى العربي من خلال هذا السوق التجاري/ الفكري/السياسي/الاجتماعي، وهذا استحقاق يسجل لصالح هذه المدينة التي عانت التهميش فترة من الزمن!. ولأننا نحب عكاظ الحلم التأريخي المتحقق في محافظة الطائف فلا بأس أن ننقل بعض الملاحظات التي قد يتم تجاوزها مستقبلا ومنها مثلا: • التوقيت الذي لم يمكن الكثير من المهتمين الحضور بسبب تصادفه مع فترة انطلاق المدارس والأعمال الحكومية والخاصة بعد فترة العيد مباشرة، على الرغم من الحضور كان لافتا، ولكن فيما يبدو أن فترة الإجازة الصيفية هي الأفضل للسواد الأعظم. خلافا على أنه كان يتعارض مع موعد إقامة مهرجان جواثا بالأحساء!. • هناك ضيوف (منصة)، وأعني بهم المثقفين الذين يحضرون حفل الافتتاح ليقول كل شخص منهم (ها أنا ذا)، ويمضي من يومه، وآخرون يغادرون اليوم الثاني، والمفترض أن يبقى المثقفون والمهتمون حتى آخر فعالية ثقافية من المهرجان؛ إثراء للحضور وتفعيلا للندوات الجانبية والتي تقام في بهو الفندق على هامش البرنامج الثقافي على أقل تقدير. • كانت هناك ملاحظات على تقديم ضيوف على آخرين بحسب المكانة الأدبية في المنصة الرئيسية الخاصة بالضيوف قبل الحفل الافتتاحي، وقد لاحظت رؤساء الأندية الأدبية ينقلون من مكان متقدم إلى مكان متأخر بحجة أن الأماكن محجوزة، ليتضح فيما بعد أن هناك ارتجالا في ترتيب الأسماء، أثارت امتعاض رؤساء الأندية الأدبية!. • لاحظ الكثير من المهتمين أخطاء لغوية في القراءة الصوتية للمعلقات، وغياب الشاعرة الخنساء عن جادة عكاظ صوتا وصورة، على الرغم من حضور المرأة الثقافي في الفعاليات بمحاذاة الرجل وبشكل جميل ومتناغم. • استضافة الضيوف في فندقين مختلفين سبب ربكة واضحة للجهة المنظمة. • وأخيرا يتساءل البعض لماذا لا تسند مسرحية الافتتاح لأعضاء ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف، وهم الأكثر تمرسا ومرانا في هكذا مجال بدلا من شركات الفن التجارية؟! .. ويكفي.