لا ادري ماذا كان يقصد صديقي الأهلاوي، الذي تحدث معي قبل يومين، وفي صدره كمٌ كبيرٌ من القهر والآهات، عندما قال لي بانفعال: «إن الأهلي - مات دماغيا «.. وعلى أيه حال فانه يبدو أن الصورة الكارثية التي وصل إليها الأهلي هذا الموسم، هي حالة غير مسبوقة - في تقديري – عبر كل تاريخ هذا النادي العتيد، الأمر الذي جعل سؤالا عجيبا وتراجيديا - في آن معا – يقفز إلى الذهنية الآنية، وهذا من عجائب الأهلي - الجديد. السؤال هو .. هل وصلت أحوال الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي اليوم، إلى ذروتها المأزقية؟.. وبالتالي هل صار النادي قريبا من أن يكون مهددا بالخروج من دوري زين للمحترفين برمته؟.. وبالتالي السقوط إلى دوري الدرجة الأولى؟.. وأظن هذا ما يخشاه من الجماهير العاشقة - والمحبة للأهلي حاليا، عطفا على هذه المستويات الهزيلة والنتائج المخيبة، التي سجلها الفريق هذا الموسم، وسط ذهول محبيه، وغير محبيه على السواء. ولله العجب كيف « تتقزم - الأحلام « عند أناس من التطلع إلى بطولة الدوري، إلى مجرد البقاء في الدوري فقط، وحتما فان هذا الذي إمامنا – كما يقول قطاع كبير من جمهور الأهلي - هو غير الأهلي الذي نعرفه، غير الأهلي الذي عشقناه منذ كنا صغارا، واقتربنا منه إعجابا، وطاردنا مبارياته في معظم المدن، وشهدناه سنين وراء سنين - عندما كان يقدم نفسه في صورة البطل - مهاب الجانب.. وبقي المؤكد أن « مرض « الأهلي – كتشخيص أراه في عيون هذا وذاك - ليس في المدربين، ولا في اللاعبين.. بل هو في شيء آخر . وتبقى بارقة الأمل الأخيرة، كواحدة من المقترحات لإنقاذ الفريق من حالة تمزق الأشلاء التي بلغها، وهي بالمناسبة مما اسمعها تدور في الأوساط الأهلاوية خارج النادي، أن يتم فسح المجال أمام عدد من الأهلاويين من « خارج النادي « ليشاركوا في إدارة شؤون ناديهم، وهذا حق مشروع لهم، اتساقاً ومحاكاة مع اقرب قريب - وهو جارهم نادي الاتحاد، الذي يديره فريق عمل كبير، وبتكافؤ فرص ملحوظة، وتبادل تنافسي جميل للأدوار. وقفة: لازلت مندهشا من المغالطة التي جاءت في ثنايا اللقاء الصحفي ل « عكاظ « مع النجم الكروي الأشهر « سعيد غراب «.. والذي لم يثبت فيها للتاريخ أن بداياته ومعرفته لأبجديات كرة القدم كانت من - مدرسة الأهلي، قبل أن ينتقل للاتحاد.. واقرأوا إن شئتم حوار الغراب – نفسه - مع صحيفة الرياض يوم الجمعة 9 ذي القعدة 1430ه. يقول الغراب بالحرف الواحد: (بدأت علاقتي بالكرة في النصف الثاني من السبعينيات الهجرية في حارة البحر بمدينة جدة مع مجموعة من الفتية الصغار الذين كانوا يميلون إلى تشجيع فريق الثغر (الأهلي حالياً) وكان أكثر سكان الحارة من أبناء الجالية السودانية ورجال آخرين يشتغلون في البحر أسسوا فريق الهلال البحري وبالتالي أصبحت الحارة تميل إلى تشجيع الثغر وهو ما دفعني للالتحاق بصفوفه شبلاً في مطلع عام 1378ه وكان يرأسه آنذاك عراب الهلال ورائد الرياضة بالمنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - أطال الله في عمره - ومنحني (أبو مساعد) دعماً معنوياً ومادياً في بداياتي الكروية ساهم في بروزي).