بين الحزن والفرح مسافة لا تختلف كثيراً عن تلك التي تجمع الأمل باليأس لكن هذه المسافة تقلصت بالنسبة لهؤلاء الذين يمثلون الأهلي إن لم تكن هي في واقع اليوم (سراب). يخسر الأهلي ويكسب فيما اللاعبون فيه لازالوا يتعاملون مع الحالتين بوجه واحد وشكل واحد ومشهد فلاهي الخسارة تحزنهم ولا هو الفوز يفرحهم ليستمر الأهلي بين كل هذه (العجائب.. المتناقضة مكسوراً ما أن تنتهي المأساة في مباراة أو مناسبة إلا ويعود إليها بفضل زخم من الأسماء مُنحت فرصة الانتماء لشعاره لكنها بلغة الحب والعشق والتضحية لم تقدم له أكثر من الألم وأي ألم يتعمق في جسد الأهلي ليس إلا النتاج الطبيعي للاعب بلا روح ونجم بلا ثقة وإدارة وصل الأمر بها إلى حد الإفلاس. من عام إلى عام نفس المشكلة تتكرر يغيب العقاب ويستمر الدلال وإذا ما قرأت الملامح جيداً ففي عيون الذين يمثلونه داخل الميدان وعلى دكة الاحتياط أجد تفاصيل الحقيقة هكذا دونما تعب. مرات نرمي باللائمة على المدربين ومرات نحدد اتجاهاتها بالإعلام وثالثة قد تصل صوب المدرجات، أما الوصف الدقيق والتشخيص السليم فلن أكذب لو قلت إنه في فئة أخذت وأخذت وأخذت وفي الأخير ها هي ترد الدين (بالتخريب) تتمرد حتى على عواطفها. لم يبخل رمز الأهلي وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله لا بالمال ولا بالنصيحة ولا بالتوجيه ولا بالتحفيز لكن كل تلك الدعامات التي وفرها للأهلي منذ أكثر من عشرين عاماً ولن أقول أربعين كون النصف البارز من الرقم هو من صنع المجد وهو من أرسى ثوابته لم تؤت أكلها والسبب في أطراف تنتمي للأهلي وترفع شعارات الوفاء له فيما هي أبعد ما تكون عن الصواب. أعود للأهلي فنياً وأقول هناك أسرار خفية هي أكبر من فارياس بل هي أكبر من (فيرجسن) أسرار خفية تحول (النجم) البارع إلى نجم بلا حماس وبلا طموح كما هي نفسها التي جعلت من جيل مالك والراهب والحربي والبقية فريقا بلا هوية. لن أفتح الصفحة على هؤلاء (العابثون) بالتاريخ لكنني مع أي رياضي وطني يدرك ماذا يمثله الأهلي في تركيبة الرياضة السعودية والعربية والآسيوية، أطالب من كبير الأهلاويين الأمير المحبوب خالد بن عبدالله التدخل حتى لا يكتمل مسلسل (الاستنزاف) ولكي لا يموت الأهلي. أي صمت على ما يحدث للفريق اليوم ليس بالحل ولن يصبح هو الخيار وأي مجاملة على الخطأ أي خطأ إداري.. فني... شرفي لن يكون هو المطلب ولن يصبح هو الضرورة ومن هذا المنطلق لابد من عقد اجتماع شرفي طارئ يجمع كل المنتسبين لهذا الكيان والمنتمين وبكل شفافية لأن الشفافية في المنافسة هي ما سيفتح الباب على مصراعيه لدخول الحلول السريعة والأهم أنها أي هذه الخطوة هي ما سيجعلنا أمام حقيقة لماذا خالد يعمل وحيداً ولماذا يخسر الأهلي ولماذا يتهاون لاعبوه ولماذا يفشل المدربون وسلامتكم.