فهيد الصغير الحائلي... شاب سعودي يشكو واقع الصحافة وفرص العمل، وهو إذ كتب متطلعاً إلى إيصال شجنه ومشكلته فإنني أنشر ما كتب متطلعاً إلى تقديم كاتب ناشئ، تبشر لغته وأسلوبه بمستقبل أرجو أن يتجاوز فيه \"طابوراً\" ممن يتسيدون أعمدة الصحف اليوم إذا وجد من يعطيه الفرصة، وهذه دعوة ل \"فهيد\" ولكل شاب موهوب مثله ألا يكف عن طرق الأبواب. والآن إلى الرسالة \"المقال\". أطمح وأطمع أيضاً أن تهديني دقائق من وقتكم، لقراءة ثرثرتي وتعتبرني من فئة (قارئ ثقيل دم) يريد أن يسبل استفهاماته التي تشغله، قارئ بسيط وسلبي غالباً، لكنه يتساءل دائماً عمن يوصل صوت المواطن البسيط، وقبله لماذا صوتنا نحن البسطاء لا يصل إلا عبر فئة الكتاب النخبويين والأكاديميين؟ لماذا لا تقوم الصحف باحترام هذا القارئ والمواطن البسيط وتجعل له صفحة يوصل صوته بأسلوبه وعرقه وأرقه؟ قد تقول إن الصحف بالفعل تفرد صفحات للقراء، الحقيقة أنه بمجرد المرور على تلك الصفحات تكتشف أنها للقراء الغير! فكل القراء الذين تتفضل عليهم الصحيفة بنشر كتاباتهم ما هم سوى ممن يسبق أسماءهم حرف الدال بتبختر عظيم! أو موظفي العلاقات العامة بالمؤسسات الخاصة أو الحكومية! والمحبط أن الكتاب يناقشون قضايانا من زاويتهم ومركزهم لا كما نراها ونعايشها نحن، على سبيل المثال كتب أحد كتاب صحيفة الوطن مقالاً عن البطالة وحمل الشاب السعودي المسؤولية كاملة، وأورد قصصاً عن تجارب بعض الشباب الذين نجحوا عبر بداية بسيطة من أسواق الخضار مثلاً، مثل هذا الرأي هو مجرد تنظير بعيد عن الواقع، فالواقع كما نعايشه أسوأ بكثير وذلك من خلال الاحتكار من قبل جنسيات غير سعودية للسوق. فأنا هنا في مدينتي أسواق الخضار محتكرة للعمالة الآسيوية (الهند وبنجلاديش تحديداً) فهم تجار الجملة بالطبع تحت غطاء الكفالة لكنهم هم أصحاب الأموال ويدفعون راتباً لكفيلهم (بإمكاننا أن نضع ما نشاء من علامات التعجب أو الدهشة أو السخرية أو نبتكر علامة جديدة للإحباط) احتكارهم معناه أنهم يبيعون على أبناء جلدتهم بسعر قريب جداً من سعر التكلفة و (على التصريف) فيما يتضاعف السعر على السعودي (وإذا مو عاجبك برا!) تخيل يقال لي (برا!) وأنا بوطني! وقس على ذلك بقية السوق، فالمفروشات تحتكرها العمالة الأفغانية والباكتسانية، وسوق الأغنام والإبل الإخوة السودانيون، وكل هؤلاء يبتكرون الحيل لتنفير السعودي من منافستهم، ثم تأتي ثالثة الأثافي أن يأتي كاتب وينظر من خلف شاشة محمولة ويحمل الشاب السعودي كل خيباته! وللأسف مازال البعض يردد كلمة (الشباب السعودي يبغى مكتب!)، هذا الجملة مضحكة لدرجة الإغماء وليت من يعتقد بنسبة واحد بالمئة بصحتها أن يذهب مثلاً ل (مواقف السيارات أمام مستشفى الدمام المركزي) ويرى بعينيه الشباب السعودي وهم يتسابقون لغسيل سيارات المواطنين مقابل خمسة ريالات، رغم مزاحمة الأجنبي الذي قد يستغل انشغالهم ويعرض عليك مبلغاً أقل ليضمنك زبونا! الكلام كالألم أو كليل امرئ القيس لكنني اخترت نافذتك هنا بعد أن حاولت أن أدخل مع الباب (صفحات القراء) ووجدته موصداً! وأنا أقول ل \"فهيد\" الباب الموصد يفتحه إدمان القرع. فلا تتوقف.